أنا نادراً لما باتكلم فى البوستات دى على مشاريع خاصة شغال عليها .. أو مضى عليها وقت من الزمن مش كتير .. لأن كل مشروع مهما كان حجمه .. صغير أو كبير .. الكلام عليه بشكل علنى زى على الفيس هنا بيكون جزء من خطة بناء المشروع نفسه ..

بشكل رسمى الكلام ده بيبقى إسمه ( pr – public relations ) .. و بيبقى لازم على جميع الأطراف المشتركة فى المشروع إنهم يلتزموا بخطة ال( pr) اللى تم وضعها .

و حتى لما قررنا إننا نجرب نعمل (reef-reef ) بشكل مختلف و نبنيها ضمن صندوق زجاج كل الناس تشوف جواه مراحل البناء دى .. بمجرد ما بدأنا نفكر فى الموضوع بشكل جد .. إضطرينا ننزل شوية ستاير على الصندوق الزجاج ده و نبتدى نشتغل عليها كأنها مشروع حقيقى .. و نشوف حنوصل بيها لإيه .

“معلومات أكتر عن ريف-ريف حيتم إطلاقها لاحقاً إن شاء الله ” ..

أحد المشاريع اللى كنا إشتغلنا عليها ف (تشكر – Toshkar  ) كانت : كروت تشكر .

      

قبل ما أشرح هنا إيه هى ( كروت تشكر) ..

خلينى أشرح أساساً هى إيه : تشكر ؟! ( www.toshkar.com)

تشكر إبتدت بملاحظة بسيطة جداً .. ملاحظة نتجت فآخر أيام ليا فى الجيش .. أثناء ما كنت باخلص مذاكرة كتاب :

Introduction to operations research

اللى إنت شايفه فى الصورة تحت ده ..

و ماقدرتش أتجاهل الفارق الضخم بين العلم اللى موجود فى الكتاب و فائدته و تأثيره .. و بين أحلام و إمكانيات معظم الشباب اللى كانوا معايا فى الجيش و بيحلموا يطلعوا بعد الجيش عشان يبتدوا حياتهم .

فرق مهول .

كل واحد فيهم كان بيفكر يفتح مشروع مثلاً .. كان بيفكر يبتدى مشروعه من الصفر .. و كأنه بيخترع العجلة من أول و جديد .. و متجاهل جداً أو جاهل عن إمكانيات التكنولوجيا الحالية و تأثير السوشيال ميديا .. و بيحسب إمكانيات مشروعه و فرص نجاحه فيه بناءاً على أفكاره الخاصة و الصغيرة جداً .

و النتيجة هى إنى لما بدأت أدقق النظر شوية فى إمكانيات مدينة متوسطة الحجم زى ” دمنهور – مسقط رأسى ” .. لقيت إن 90% من المشاريع اللى فيها قايمة على نفس المعلومات و الأحلام الصغيرة و البسيطة جداً دى .

معظم المشاريع الصغيرة دى زى :

  • محل ملابس , محل أكل , سوبر ماركت , أو حتى عيادة أو صيدلية …

كلهم بيحاولوا قدر الإمكان إنهم يفتحوا فمكان إستراتيجى فى المدينة الصغيرة دى .. و الأماكن الإستراتيجية دى محدودة جداً فمدينة ضيقة زى دمنهور .

و بعد كده بيحاولوا يستثمروا جزء تانى من مواردهم فى عمل يافطة جذابة , ديكور مختلف , … و بعدين بس ..

بيبدأوا يدعوا ربنا إنه يرزقهم .

لاحظ إن الكلام ده كان فبداية سنة 2014 .

طبعاً نتيجة لكده إنك لو عشت شوية صغيرين فدمنهور , أو أى مدينة مشابهة لها فى الحجم .. حتلاقى إن عدد محدود من المشاريع هو اللى ناجح نسبياً .. و الباقى .. يادوب بيحاول .

نجاح العدد المحدود من المشاريع ده بيكون قايم على فكرة ( السمعة ) ..

إنهم من أقدم المشاريع فدمنهور و كونوا قاعدة قوية من الزباين ال (loyal ) يعنى اللى عندهم ولاء للمشروع ده ..

فبالتالى حتلاقى ناس كتير لما بتحب تشترى فول وفلافل مثلاً .. بتروح لنفس المحل حتى لو بعيد عنهم ( ملوخية , خالد , … ) ..

لو حيشتروا هدوم .. حيلفوا كتير ممكن .. بس فى الغالب حيثقوا فكلام محلين تلاتة برضو دايماً بيشتروا من عندهم ..

و بالمثل فأى سلعة ..

و طبعاً فى المشاريع الخدمية .. زى عيادات الأطباء أو الصيدليات ..

ال ( word of mouth ) أو الكلام المتداول بين جمهور البلد .. هو اللى بيحكم على أى نجاح أو فشل أى من المشاريع الخدمية دى .

طبعاً فى ( metrics ) كتير و معلومات كتير تانية بتشرح تفاصيل الـ ( behavior – تصرف ) لسوق زى سوق مدينة دمنهور .. و لكن أعتقد إنك فهمت جزء كافى من مقصدى ..

……

فى الوقت ده ..

فكرتنا كانت ( إيه اللى يحصل لو قدرنا إننا نعرّف الزبون اللى هو مش عارفه ؟! ) ..

يعنى .. الزبون دايماً بيروح يشترى من نفس المحل .. لأنه ممكن يكون عمره ما جرب أى محل تانى .. أو لأنه معندوش الحافز اللى يخليه يخاطر مخاطرة صغيرة جداً زى إنه يشترى من محل تانى جديد .. أو يجرب مقدم خدمة جديد .

طيب .. ليه مانحاولش إننا نعمل الحاجتين دول :

  • نسهل له تجربة أى محل جديد أو مقدم خدمة جديد .
  • نقدم له حافز يشجعه على المخاطرة .

الفكرة بالرغم من بساطتها , إلا إن تطبيقها على نطاق موسع , و بشكل محكم و عادل .. كان من أحلى المشاريع المعقدة اللى إِشتغلت عليها .

كان فى أسئلة كتير جداً فى الوقت ده ماكنش لسة عندنا الإجابة عليها :

مثلاً :

  • إزاى تقدم خدمة تعتبر تسويقية لأكتر من مشروع منافسين لبعضهم فنفس الوقت بدون تحيز ؟!
  • إزاى تحفز أساساً المحلات و المشاريع صغيرة الحجم دى إنها تشترك معاك ؟!
  • إزاى تـ (monetize ) الموضوع أساساً بدون وضع أى عبء مادى على الشارى أو البايع ؟!
  • إزاى تضاد أو تتحكم فى التأثير السلبى الناتج عن تسليط الضوء على مشروع بشكل كبير شوية .. فتظهر عيوبه بشكل أوضح ؟!
  • ……

ده غير إن الفريق اللى كان شغال على الفكرة فى الوقت ده نفسه ماكانش بيحتوى على عناصر مهمة جداً جداً .. فهمنا بعد كده إننا كنا محتاجينها من الأساس .

  • كان معانا ديفيلوبر متخصص وحيد .. أحمد شريف .
  • ماكنش معانا أى حد ميديا أو تصميم ..
  • ماكنش معانا أى حد متخصص سوشيال ميديا
  • ماكنش معانا أى حد متخصص متفرغ إدارة أو تسويق أو تجارة حتى ..
  • و الأهم … ماكنش معانا حد فاضى أو متفرغ يلف على رجليه و يكلم الناس العادية اللى مالهومش فى التكنولوجيا و قاعدين فى المحلات …

و حاجات أكتر …

و لكن كان معانا ناس فعلاً حاولت تقوم بالأدوار دى .. و خرجت لمسافات كبيرة برة مجالات تخصصها عشان تساعد بشكل كبير ..

ناس عشان أشكرهم أو أقول جزء بسيط جداً حتى من اللى يستحقوه من تقدير .. ححتاج بوستات أطول بكتير منفصلة لكدة ..

..

أنا إضطريت إنى أدخل بعمق فمجال ماكنش ضمن أولوياتى أبداً فى الوقت … الميديا ..

لما حاولنا و دورنا إننا نعين حد يقدر يقوم باللى محتاجينه فى الوقت ده .. و ميزانيتنا كانت فعلاً محدودة جداً ( بسبب قرار ديكتاتورى عندى إنى ماستقبلش فأى مشروع فلوس أكتر من اللى أقدر أخسرها و أدفعها بنفسى ) … فبدأت أحاول إنى أقوم بكل مهام الميديا بتاعت المشروع بنفسى ..

أول فيديو عملته فحياتى بإستخدام ( powtoon , و أفتر إيفكت ) .. كان بالفظاعة دى :

طبعاً بعد سنة كاملة  دراسة و شغل فى المجال ده .. بفضل الله بقى أحد المهارات الأساسية اللى قدرت و ما زلت أعتمد عليها .. و بعدين بصدفة عجيبة بدأت إنى أدرّسه  و أشرحه بمهارة نسبية بفضل الله ..

فى تفاصيل أكتر بكتير فرحلة و قصة ( تشكر) .. خصوصاً و إنها مانتهتش .. بل تم فك معظم أجزاءها و مكوناتها من ( البرامج و الداتا ) .. و تم دمجها داخل إطار ( هندس = hand-is )  ..

بحيث إن خلال آخر 2018 و بداية 2019 إن شاء الله .. حيتم الإعلان عن Toshkar 2 )) …

كل اللى ممكن نقوله عنها دلوقتى إنها بتحمل نفس الرسالة .. و لكنها بتستهدف نفس المشكلة .. من خلال معالجة جذورها .. .

….

و هنا نرجع لكروت تشكر …

أثناء ما كنا شغالين على بناء الكيان المادى لـ ( تشكر ) .. و بندور على فكرة تمكننا من تجميع الداتا بتاعت الأسواق المحلية بشكل سريع .. و فنفس الوقت ماتكونش مكلفة مادياً ..

عمرى ما حانسى الإجتماع ده ..

تفاصيل الإجتماع نفسه .. و الكوميديا فطرح الأفكار .. و جنونها .. كافى إنى أتكلم عنه لوحده ..

الفكرة إتولدت فثانية .. و خلال دقايق كانت وصلت للتالى :

  • كروت .. كل كارت يبقى عليه (token =qr code )
  • لما بتشترى أى سلعة من أى محل متعاقد معانا .. بتاخد عليها كارت هدية ..
  • إحنا عندنا قاعدة بيانات بعدد كبير من المحلات .. و البضايع اللى فيها ..
  • كنا بنتفق مع كل محل على عدد معين من البضايع اللى هو عايز يسوقها و يبيعها ..
  • و بنعين لكل سلعة .. كود .. qr code .. يدى لحامل الكود ده خصم معين على السلعة ..
  • و طبقاً لشوية حسابات صغننة .. تم تقسيم مدينة زى مدينة دمنهور لعدد من الأقسام …
  • بحيث إن لو محل فأول المدينة مثلاً عايز يبيع 10 سلع عنده .. كنا بنحط كل سلعة فكارت ..
  • و بناءاً على النظام اللى تم بناءه .. بيتم توزيع ال 10 كروت دول عند محلات موجودة فوسط البلد ..
  • فلما تشترى إنت من عند محل متعاقد معانا فوسط البلد أى سلعة .. كنت بتاخد عليها كارت هدية ..
  • لما تعمل scan للكود على الكارت .. كان بيوريلك هديتك اللى إنت كسبتها .. (خصم على سلعة عند المحل البعيد ) ..
  • و لما تروح تشترى السلعة دى .. كنت بتاخد كارت هدية لسلعة تانية فمحل تانى ..
  • و هكذا ..

لو كنت شفت الفكرة دى فأى مكان تانى بعد سنة 2014 .. فأديك عرفت هى أساسها منين ..

الفكرة كان عنوانها عندى فى جداولى: copmvv

Circulation of a Physical manifestation of a virtual value

..

الفكرة إستمرت لمدة تلات شهور تقريباً .. و لفترة من الزمن .. لو كنت نزلت عملت شوبنج فدمنهور .. كنت حتلاقى الكروت دى موجودة و ستيكرات بتشرحها على أبواب المحلات اللى تعاقدت معانا..

..

أسباب عدم إستكمال الشغل على الكروت ..

و أسباب تغيير مسار ( تشكر) ..

كتير ..

و شرحها يطول ..

و دروس إتعلمنا منها حاجات كتير جداً ..

و لكن سبب إنى كتبت اللى فات ده هنا بقى .. هو إنى شايف إن المشكلة الأساسية ما زالت فعلاً موجودة ..

إحنا ما زلنا شغالين و جزء كبير من تركيزنا منصب على حل المشكلة دى .. أو المشاركة فحلها ..

و هى مشكلة الأسواق و المشاريع و الصناعات المحلية صغيرة الحجم ..

اللى إنتهت أو بتندثر نتيجة نجاح مشاريع زى (فتح الله , زهران , كارفور … ) فإنها تستولى على الأسواق ..

و إن كل ما مستوى الدخل القومى بيقل .. و القدرة الشرائية بتقل .. المشاريع و المحلات الصغيرة دى اللى كانت مقومة و فاتحة بيوت كتير .. بتغرق تدريجياً ..

..

كنت باراجع الأسبوع اللى فات كتاب كنت قريته من سنة ( the idea hunter ) ..

و البوست ده (صدق أو لا تصدق ) .. كان حيبقى تلخيص للكتاب من وجهة نظرى ..

و لكن بمجرد ما حبيت إنى أستخدم (كروت تشكر) كمثال على الكتاب .. لقيت إن البوست حود فإتجاه تانى خالص ..

..

اعتقد إن فوقت تانى … حاكتب التلخيص ده ..

و الله أعلم .