أحيان كتير بارجع بذاكرتى .. و أحاول أفتكر .. عند أنهى مرحلة فحياتى بالظبط إكتشفت معنى إن “مصر ” دولة عالم تالت ؟! .
أنا عندى 29 سنة , و لو سألت أى حد فسنى أو فجيلى .. أعتقد إننا ممكن نتفق على مرحلة سنية معينة إكتشفنا فيها كلنا إننا عايشين فدولة عالم تالت .
دولة متأخرة عن الزمن بسنييين كتير .. اوى ..
أعتقد إن المرحلة السنية دى هى .. ثانوى عام … (2004-2005) .
لو إنت من جيلى .. فأعتقد إنك حتفتكر حاجات كتير من اللى حاكتبها دلوقتى ..
و لو إنت من جيل غير الجيل ده .. خلينى أوضحلك الصورة دى كانت عاملة إزاى ..
الفترة دى من الزمن كانت مرحلة تحول فتاريخ مصر كلها .. مش حياتنا بس ..
أيون الفترة دى كانت بتمثل بالنسبة للشباب اللى فسننا مرحلة تحول من الطفولة للرجولة ..
صوتنا بدأ يخشن .. و بدأنا نفكر نحلق دقننا .. و بدأنا نطول سقف الشقة لو نطينا … بعد ما كنا بنحتاج كراسى ! ..
لكن بالنسبة لمصر برضو .. دى كانت مرحلة عجيبة جداً ..
- الفترة دى كانت عصر الدش المركزى .
كان قبل كده الناس قسمين .. قسم كبير جداً عايش على القناة الأولى و التانية … و قسم صغير كان بدأ يكبر كان عايش على الدش ..
و فجأة إنتشر الدش المركزى ..
و بدأت الطبقة الأضخم من مصر تكتشف إن العالم فيه حاجات كتيييير أكتر من مجرد القناة الأولى و المسلسل الأجنبى على القناة التانية الساعة 9 بالليل .
و بدأنا نكتشف إن ممكن يبقى فى قناة تيليفزيون كاملة شغالة من غير ما نحتاج .. مذيعة !! .
و بدأنا نكتشف إن فى ناس بتتفرج على أفلام أجنبى الصبح عادى !!
و بدل ما كنا بنستنى فقرة الفيديو كليب اللى بتيجى على القناة الأولى الساعة 6 المغرب .. بقينا بنزهد فيهم بعد ما لقينا قنوات متخصصة بس فى الفيديو كليب زى (دريم 1) .. و ( ميلودى ) … “فاكر الكليبات الثرى دى اللى كانت دريم بتتريق بيها على الأغانى أيامها ؟!! ” .
..
الفترة دى بدأت تغير بقوة فعقلية مصر .. كأن مصر كلها هى كمان دخلت مرحلة المراهقة معانا .. و لقت نفسها فجأة مهتمة بالقنوات اللى بتجيب أفلام +18 .. و بقى ده متاح فكل وقت و كل مكان جوة كل بيت .
..
مصر كلها تابعت عمرو خالد و طلعت بيه السما معانا … و مصر كلها إتفرجت على برامج زى هرم الأحلام و من سيربح المليون ..
مصر كلها .. أو هذا ما كنت أظن أيامها .
- الفترة دى برضو كانت الفترة اللى إحنا إشترينا فيها كمبيوتر ..
و هى برضو نفس الفترة اللى كان المشروع الأكثر ربحاً لو عايز تشغل محل عندك .. إنت تفتح سايبر ..
مصر كلها إكتشفت معانا الفيديو جيمز ..
مصر كلها إكتشفت الإنترنت فنفس وقت مراهقتنا .. و إكتشفت المنتديات .. و البالتوك .. و الياهو .. و أيام ما كنا بنكتب إيميلاتنا على ضهر كراسى الأتوبيس .
مصر كلها كانت بتنزل أفلام السقا .. الفيلم على سيديهايتين .. و جودة سيئة ..
مصر كلها كان عندها نفس تجميعة الألعاب هى هى .. بنفس الأسامى العربى المترجمة غلط ..
مصر كلها … أو هذا ما كنت أظن أيامها ..
- الفترة دى برضو كانت الفترة اللى بدأ ينتشر فيها الموبايلات .. و عصر النوكيا الذهبى ..
مصر كلها بدأت تروش على بعضها بالرنات ..
مصر كلها كانت الرنة عندها ليها معنى .. و الرنتين بمعنى تانى .. و التلات رنات بمعنى تالت .. و لو صاحبك فتح عليك تخسره ..
مصر كلها إشترت جرابات للنوكيا ال3310 ..
مصر كلها كانت بتشترى كتيبات الرنات الجديدة ( أيون .. كتيبات فيها أكواد عمل رنات الأغانى الجديدة ) ..
مصر كلها كانت بتقفل لعبة التعبان ..
مصر كلها كانت بتتنافس فمين اللى بيعرف يكتب رسايل على الأرقام بسرعة أكتر ..
مصر كلها .. أو هذا ما كنت أظن أيامها .
……………………….
فترات كتير عدت على مصر خلال ال15 سنة اللى فاتوا .. أثروا فمصر كلها قد ما أثروا فينا كشباب ..
أعتقد إن عند مرحلة بعينها اللى إنفصلت فيها عن مصر ..
و سبت مصر تكمل فترة مراهقتها الطويييييلة اللى ما زالت مستمرة فوجهة نظرى ..
و كبرت أنا فجأة ..
…………..
فوجهة نظرى مصر بتكمل مراهقتها مع كل جيل جديد بيدخل فترة مراهقته .. مش بس بتشاركه مراهقته و إنبهاره بعوالم الشباب و البنات و الجنس و الجيمز و السجاير و الروشنة و كل ده ..
لا .. دى بتنافسهم .
بتنافسهم فإنها تكون زى برنس الشلة بالظبط ..
اللى لازم يكون أصيع واحد .. فبتحاول هى كمان تثبت إنها أصيع ..
اللى لازم يكون أتفه واحد و بينكت على كل شىء ..
اللى لازم يكون أعلاهم صوتاً و بيزعق على كل حاجة ..
اللى لازم يكون أكثرهم عصبية و حماقة و يدخل نفسه فخناقات هو مش قدها ..
فترة مراهقة .. كل الدول اللى إسمها دول عالم تالت .. ما زالت عايشة فيها ..
…………..
أعتقد الإنفصال بين حياتى و بين مصر .. حصل لما كنت فتانية كلية ..
ماقدرش أقول إنه حصل فجأة ..
لكن بقيت مش قادر أتفرج على مصارعة حرة و باحس إنى عيل صغير لو إتفرجت عليها .
بقيت مش قادر أتفرج على أفلام عربى و باحس إن بانضرب على قفايا لو إتفرجت عليها ..
بقيت مش قادر أسمع الألبومات الجديدة لنفس المغنيين اللى بيغنوا من سنة 80 ..
بقيت مش قادر أسمع و أتابع المغيين الجداد اللى بيغنوا نفس اللى غناه اللى قبلهم ..
بقيت مش قادر أتفرج أو أتابع كورة قدم ماتقدمتش خطوة من سنة 80 .. بل يمكن إتأخرت خطوات ..
بقيت مش قادر أشوف إعلان مصرى حتى فى التيليفزيون ..
بقيت مش قادر أقرا جرايد لنفس الكتاب اللى بيكتبوا من سنة 80 ..
بقيت مش قادر أجبر نفسى على حياة زى دى ..
في حين إن الإختيار أصبح متاح بالنسبالى إنى أعرف أكتر عن عالم كامل .. تخطى مرحلة الشاب اللى عنده 15 سنة و فرحان بشوية شعر طلعوله تحت .. مناخيره .
…
إمبارح فى الجيم .. إتسألت نفس السؤال ..
معندكش تيليفزيون .. أمال بتعمل إيه فحياتك ؟!!!
…
فخطرت على بالى شوية أفكار منها اللى فوق دول ..
و الله أعلم .
