فاكر كويس يوم فتانية إعدادى .. أيام ما كانت كل أحلامك هى ساعة زيادة فمحل البلاي ستيشن .. و أقصى كوابيسك هى إن حد من بلطجية فصل تانية سادس يحطك فدماغه ..
فمدرسة الإعدادى بتاعتى فدمنهور ( الشهيد عبد المنعم رياض) .. فترة الفسحة كانت الفترة اللى بتصفى فيها العصابات حساباتها مع بعض .. و طبيعى إنك تلاقى حوش المدرسة بيتحول لأرض معركة ..
و على مدار تلات سنين إعدادى .. أفتكر إنى نزلت حوش المدرسة أثناء فترة الفسحة 4 مرات بس بالعدد .. و باقى التلات سنين كنت باتعلل بالـ (إعفاء ) الرسمى من نزول الحوش أثناء الطابور أو الفسحة لمختلف الأسباب المزيفة ( ربو , إصابات قدمين , شلل رعاش , …. ) .. الفكرة هى إنى ماكونش موجود فوسط المعارك اليومية دى .
فاكر أحد الزملاء.. كان من أقصر التلاميذ فى الفصل .. قبل جرس الفسحة ما يرن قاللى :
- تعرف يا جويلى .. أنا لو ربنا كان مدينى طول زى طولك .. و جسم زى جسمك .. كنت إفتريت على الخلق ..
………..
نسيت أقول إنى كنت فى المرحلة دى بدأت أتخطى حاجز الـ 185 سنتيميتر .. و بالتالى كنت دائماً عضو مرشح للإنضمام لمعظم العصابات دى .. و فنفس الوقت هدف ..
أتذكر إنى كان ليا بعض الحظ من المعارك فى الفترة دى .. لكن من الصعب إنك تلاقى سبب تتخانق مع شخص قضى معظم فترة المدرسة بتاعته فإعدادى و ثانوى لاجئ فى المكتبة .
………..
لكن عمرى ما نسيت الجملة اللى قالهالى زميلى ده … إنى عندى شىء معين .. عمره ما حيوصل له .. و هو فأقصى أحلامه بيتمنى إنه يكون فطولى أو فجسمى ..
و على مدار السنين .. لقيت نفسى دايماً باتخيل الموضوع ده ..
إيه اللى يحصل لو عند أى لحظة .. رحت له و قلتله .. إتفضل مفاتيح حياتى ..
جسمى هو جسمك ..
ممتلكاتى هى ممتلكاتك ..
ذكرياتى هى ذكرياتك ..
حياتى بكل تفاصيلها هى …. حياتك ..
إيه اللى حيحصل ؟!
…………
الفكرة الفلسفية دى تم مناقشتها فمئات الأعمال الفنية من قصص و أفلام و مسلسلات .. بكل صورها تقريباً .. و مع ذلك .. بالاقى إن ناس كتير ماتتمرنش عليها .. مع إنها من أمتع التمارين الممكنة ..
خصوصاً لو جربتها مع أى شخص تعرفه أو تسمع عنه ..
مش مصدق ؟ .. تعالى نجرب .
……….
أنا مثلاً أحياناً باسأل نفسى :
- لو فجأة “إيلون ماسك ” لقى نفسه مكانى ..
أقصد هنا .. هو بذكرياته و عقله و شخصيته .. أصبح عايش مكانى بجسمى و حياتى …
حيتصرف إزاى ؟
” إيلون ماسك ” لو ماتعرفهوش .. مهم تعرفه .. جوجل عنه ..
…
السؤال ده بيخلينى أشوف العالم بتاعى بالكامل من بعيد .. من فوق أوى .. بيخلينى أعيد تقييم حجم كل حاجة عندى من مشاكل أو نعم ربنا أنعمها عليا أو مهام أو ….
…
نفس السؤال باسأله بالعكس ..
- لو أنا مكان “إيلون ماسك ” .. إيه اللى حيحصل ؟
باحاول أتخيل نفسى مكانه .. بالمهام اللى عنده .. بأولوياته و جداول أعماله .. بمشاكله العاطفية “الكتير” .. و إلتزاماته المادية ” الضخمة ” .. و باسأل نفسى ..
حياتى الحالية حجمها و شكلها قد إيه بالمقارنة ؟ ..
….
…..
ال ( stagnation ) معناه ال (جمود .. ركود ) .. حالة بتصيب العقل بتاع الإنسان لو ماقدمش ليه متغيرات جديدة أو تحديات جديدة …
حالة بتقربنا جداً من الإكتئاب و التعب النفسى ..
لأن ربنا خلقنا دايماً متجددين و متغيرين و فسعى للتجدد و التغير ..
و لو ماقدرناش إننا نغير من أى شىء حوالينا … يبقى الحل أحياناً إننا نجرب نغير من “نفسنا إحنا ” …
نتخيل .. لو كان فى حد تانى مكاننا هنا ..
حيشوف كل حاجة فحياتنا إزاى ؟ .. و يتصرف إزاى ؟ ..
..
التمرين رقم (6) ده كالتالى :
إتخيل/ى .. إن ” قدوتك , أيدول بتاعك , الكراش بتاعك , … ” جه مكانك ..
إتخيل رد فعله على كل شىء فحياتك حيكون عامل إزاى ..
و إكتب ده ..
و بعدين إعكس ..
إتخيل نفسك مكانه ..
و رد فعلك تجاه كل شىء فحياته ..
و إكتب ده ..
و لو لقيت نفسك مش عارف “هو / هى ” حيتصرفوا إزاى تجاه شىء معين فحياتك ..
ده معناه إنك عرفت السؤال اللى المفروض تدور على إجابته ..
و كرر ده مرتين على الأقل فى الأسبوع ..
………………
والله أعلم ..
