الجمعة اللى فاتت .. بعد ما خلصت شرح فى الكورس ..

إتسألت سؤال برة المنهج .. برة المنهج خالص .. برة المنهج جداً …

و لكن بعد تفكير لمدة ثوانى معدودة .. إكتشفت إنه فعمق المنهج .. أو على الأقل .. فمنهجى الشخصى ..

شكراً جزيلا للدكتور اللى سألت السؤال و هى عارفة نفسها بدون الإحتياج لتاجات

السؤال كان .. ليه بتتفرج على أنيمى ؟ (الأنيمى هو فن الرسوم المتخركة اليابانى اللى منه حاجات زى ناروتو – بليتش – وان بيس – كابتن ماجد (تسوباسا) – النمر المقنع – …. )

خلينا نبتدى من الأول ..

ربنا يجازى أهلى كل خير إنهم حببونى فى القراية من صغرى .. من بتاع لما كنت فابتدائى أساساً ..

إزاى بالظبط مش فاكر .. بس أنا فاكر إن كان فى دايماً كتب حواليا .. و مكتبة جدى رحمة الله عليه كان لها دور أساسى .. لأنى كنت باذاكر فى الأوضة اللى كانت فيها المكتبة دى ..

و أى كتاب مهما كان .. حتى لو كانت سلسلة عبقريات بتاعت العقاد .. بالتأكيد كان أحسن من إنى أذاكر الفرق بين أطوال أعشاب السافانا فى صحارى البرازيل تقريباً .. و كل محافظة من محافظات مصر مشهورة بإنتاج أنهى مواد (أيام ما كانوا بينتجوا بقى ) ..

و طبعاً هدية نجاحى و أخويا لما كنت فأولى إبتدائى تقريباً .. عددين من رجل المستحيل والدى جابهم لنا .. و قدمهم لنا كأنه بيقدم كنز ..

و من هنا كان تدرج طبيعى إنى يبقى القراية بالنسبالى مهارة أساسية ..

و مهارة هنا شىء أساسى إنى أشرحه ..

مهارة ناس كتير فى القراية بتتوقف عند حد معين .. اللى هو حسبنا الله و نعم الوكيل فنظام التعليم اللى بيشكلها بالمنظر ده ..

القراية مهارة ليها مراحل كتير .. بتبتدى بقصص أرنوب و تعلوب اللى كنت بتقرا الصورة قبل الكلمة فيها ..

و فأوخرها بتكون مهارات الspeed reading و إنك تقرا سطر بسطر أو سطرين بسطرين … او فحالات معينة .. إحم إحم ..  تلات سطور بتلات سطور ..

و ضرورى جداً .. تكون واعى بسرعة قرايتك .. و كمية المعلومات اللى بتقدر تستوعبها فوقت معين .. و تنميها …

بالظبط زى شيل الحديد فى الجيم .. و كأنك بتربى عضلة ..

و طبعاً بعد ما بتخلص لغة .. بتنقل على التانية .. و هكذا ..

….

و الأهم .. هو قدرتك على التأقلم مع الأنواع المختلفة من الكتابات ..

يعنى و أنا باقرا رواية .. غير لما باقرا مقال .. غير لما باقرا بوست عالفيس .. غير ضهر علبة الكورن فليكس .. غير ورقة بحثية نضيفة .. غير …

كأنك بالظبط سايق عربية .. ليها سرعات و قدرات و أنظمة مختلفة .. لازم تغير نظامها لكل طريق …

بس فى الكلام اللى فات .. فى مصطلح كان يهمنى تقفوا عنده ..

(إستيعاب معلومات) … المصطلح ده مهم .. جداً … جداً … و ركز فى اللى جاى ..

كل معلومة بتاخدها فحياتك .. ملهاش أى قيمة على الإطلاق .. لو ماكنش ليها إستخدام جوا عقلك .. و بعد فترة أياً كانت .. عقلك حيهملها .. و حيبقى من الصعب جداً إنك تفتكرها تانى ..

العلوم أياً كان نوعها فى الكون بتاعنا ده .. كلها متصلة ببعضها .. بأكتر من طريقة .. كأنها شبكة عنكبوت بالظبط .. لازمن و لابد إن أى معلومة لو فضلت تلعب فيها شوية .. تلاقيها بتوصلك على كام معلومة تانيين فمجالات مختلفة .. و هكذا ..

و ذكائك و شخصيتك فأحيان كتير .. بتتحدد على حسب إنت مدرك لده ولا لا ..

و المعلومات هنا مش المعلومات الدراسية بس ..

المعلومات هنا هى كل ما عقلك بيستقبله بمجرد ما تصحى من النوم .. و أحياناً .. كمان و إنت نايم ..

إنتباهك للى بيحصل حواليك .. و إنك تاخد من وقتك 5 دقايق على الأقل .. تسكت فيهم .. و تكلم نفسك .. و تشوف .. إنت فاهم كل حاجة حصلت حواليك .. حصلت إزاى و ليه ولا لا ؟

حتلاقى نفسك مش عارف حاجات كتير جداً ..

بالظبط زى الأطفال الصغيرين اللى دايماً بيسألوا من غير خوف و لا كسوف ..

ماما إيه ده ؟

بابا إيه ده ؟

ماما ليه كده ؟

بابا ليه ؟

لكن … و حسبنا الله و نعم الوكيل .. فكل حد شكل تفكير أجيال على : أسكت و إسمع الكلام و خليك هادى و إحفظ اللى حييجى فى الإمتحان و ماتعملش نفسك بتفهم

….

نيجيى دلوقتى لمفهوم .. نوعية المعلومات دى بقى ..

لحد تالتة إعدادى .. كنت فرد مقيم فى مكتبة مدرستى .. الشهيد عبد المنعم رياض ..

و كنت تشبعت بكتب أنيس منصور .. و إحسان عبد القدوس .. و ثروت أباظة .. و الأسامى العربى الجميلة دى كلها …

طبعاً غير الثيم الأساسى لإعدادى بالنسبالى .. رجل المستحيل و ملف المستقبل .. و ما وراء .. و كل روايات مصرية للجيب أساساً ..

بس عند أولى ثانوى ..

لقيت مكتبة المدرسة الثانوية العسكرية .. فيها قسم كامل للكتب المترجمة ..

خدت واحد على سبيل التجربة .. و أدمنت الإحساس ده بعد كده ..

إحساس إنى فجأة فتحت شباك أوضة كنت قاعد فيها .. و بقيت بابص على العالم ..

و لأول مرة تقريباً … أحس بجملة : u don’t know what u don’t know .. بدون ما أدرك معناها كامل لسة ..

أنا كنت مريض بمرض من أخطر الأمراض المنتشرة فعصرنا الجميل ده ..

مرض إنى : أنا مثقف جامد فحت و محدش قدى …

لأنى كنت قريت كم ضخم من الكتب و الروايات .. بس كلها كانت مصرى ..

بمجرد ما نقلت للمترجم .. حسيت إنى كنت باخدع نفسى .. و خدت درس نضيف ..

….

فى خلال الوقت ده .. أحد أصدقاء عمرى (و هو عارف نفسه كويس لو كان بيقرا الكلمتين دول ) .. قاللى إنه كان بيتفرج على قناة فى الدش فى الوقت ده .. إسمها سبيس تون ..

على مسلسلات زى سلام دانك – دراجون بول – أبطال الديجيتال ..

طبعاً الصديق ده .. كان من الناس اللى أثق جداً فرأيهم … و معنى إنه بيشوف الحاجات دى .. إذن بالتأكيد الحاجات دى ليها قيمة كبيرة ..

بدأت أتابع دراجون بول .. و هزيم الرعد .. و سلام دانك .. و أبطال الديجيتال .. و القناص .. و …

و …

و أصبحت سبيس تون هى القناة الوحيدة اللى باتفرج عليها فى التيليفزيون ..

دى كانت تانية و تالتة ثانوى بالنسبالى ..

أحد الكلمات المعبرين عن المرحلة دى هى : سبيس تون ..

و آه أجنحة الكاندام كمان … كل ما أشوفه أفتكر الفيزيا ..

و هنا لازم أرجع تانى للشوية اللى إتكلمت فيهم عن المعلومات ..

أنا بطبيعتى باحب الفيزيا و العلوم و الرياضة جداً جداً ..

و السبب يمكن إنى ماما و بابا ربنا يخليهم و يحميهم سابونى أكسر كل لعبى و أنا صغير .. و ماكانوش بيزعقولى ..

بابا كل ما كان يشوفنى كسرت لعبة .. و يلاقى ماما بدأت تضايق مثلاً .. يقولها .. “سيبيه .. هو عايز يعرف إيه اللى جواها .. الواد ده حيطلع مهندس ” ..

فكان عندى كرتونة ضخمة .. جداً .. من حطام اللعب .. كان طقس أساسى فيومى إنى أفرطها لمدة ساعتين تلاتة مثلاً و أقعد فوسطها أركب حاجات و أكسر حاجات ..

أفتكر إن الفترة دى من طفولتى أكسبتنى على سبيل المثال التالى :

– ميكانيكا و فيزياء المواتير و المجالات المغناطيسية و إزاى الموتور بيتركب .

– فيزياء العدسات المحدبة و المقعرة و إستخدامها فإنى أولع بالشمس فكل حاجة ..

– كمية البطاريات اللى عملت بيها دواير dc أولية و شغلت بيها المواتير و لمض صغننة .

– المعلومات الأساسية فى الستاتيكا و توزيع القوى .

– ميكانيكا المقذوفات و المعلومات الأساسية اللى محتاجها عشان أعمل أسلحة أولية أرمى بيها حاجات على إخواتى .

– قوانين الطفو و الموائع .. و كل المعلومات اللى ممكن تاخدها لما تغطس كل اللى فوق فى المية

– و حاجات تانية كتييييييييير …

فأصبح مثلاً لما أتفرج على سابق و لاحق .. رد فعل عقلى كان .. ماشى .. أنا مصدق .. يلا ننفذ ..

و بدأت فعلاً أفكر ولو بشكل نظرى فكل المعلومات المطلوبة عشان أعمل عربية تمشى و أتحكم فيها بالصوت .. و إنفعالاتى .. و اللى هو إنطلقى يا مجنام .. تروح طايرة ماجنام .. و هكذا ..

طبعاً بى بليد برضو ..

و إزاى كان برق بيلف و بيقدروا يتحكموا فdevices بالمنظر ده ..

و أفتكر كويس جداً لما كانوا بيسألوا أمى عنى و أنا فتانية ثانوى .. و هل بيذاكر ولا لا .. ترد و تقولهم ” داير فى البيت بفوريرة “

….

عند إعدادى هندسة ..

و بعد ما شفت الواقع المرير بتاع الكلية ..

أحد أصدقاء العمر .. و يمكن الماستر الأولانى ليا فعلوم الكمبيوتر .. ” اللى هو برضو عارف نفسه لو بيقرا الكلام ده ” ..

إدانى 90 حلقة من bleach .. على هارد لما كنت رايح آخد من عنده games ..

ماكنتش عايزهم .. بس هو حطهم غتاتة ..

فضلوا عندى على الهارد تلات شهور .. لحد وقفة العيد الكبير ..

بعد ما رجعت من صلاة العيد .. لسة صاحى .. فتحت أول حلقة .. فتانى حلقة .. فتالت واحدة ..

خلصت ال 90 حلقة فتلات أيام .

و عندها كنت أدمنت الأنيمى بكل أنواعه ..

الأنيمى و المانجا هما من أكبر صناعات اليابان ..

و كتير الحكومة نفسها بتتدخل فقصص معينة و إتجاهات معينة لأنميات معينة ..

فى قصة “مش فاكر دقتها” إن مؤلف مازنجر أو جريندايزر تقريباً .. ألفهم و فدماغه إنه عايز يلهم أطفال اليابان بعد هيروشيما عشان يديهم أمل ..

فإخترع شخصية دوكفليد شبه الهيكل العظمى عشان يخلق لهم من رمز الموت بطل و أمل ..

فى قصص كتير جداً عن إزاى الأنيمى كان ليه تأثير مباشر فتنمية اليابان حالياً ..

ثقافتنا إحنا بقى هنا فمصر كأطفال .. يندى لها الجبين ..

بغض النظر عن محاولات تتعد على أصابع الإيد الواحدة ..

كل ما هو معرض للطفل هنا .. إما معمول بجهل يأذيه .. أو بقصد أذية تفكيرة و ثقافته و عقله و شخصيته ..

البذرة الأساسية للشعوب هى الأطفال ..

و ثقافة تنميته بتتكون من كل اللى بيشوفه و بيتعرضله ..

….

ممكن تتفرج على سبيس تون لو حتستحمل الدبلجة ..

لكن نصيحتى .. شوف الأنيمى يابانى .. مترجم إنجليزى ..

بلغته الأصلية .. حيفرق معاك جداً جداً ..

و إتعب شوية مع الإنجليزى .. بعد سنة أو إتنين حتدعيلى .. لما تكون مش محتاج تاخد كورس إنجليزي .. و لغتك أقوى بمراحل ..

أول ما بدأت أتفرج على أنيمى .. كنت باشوف الحلقة ال20 دقيقة فساعة تقريباً .. من كتر ما بوقفها عشان أترجم الإنجليزى لعربى من قاموس خارجى ..

بعد سنتين تقريباً كنت باتكلم إنجليزى أفضل من العربى ..

و اليابانى بقى لغتى التالتة ..

….

تقريباً أنا شاهدت أكتر من 200 مسلسل أنيمى ..

و قريت أكتر من 100 مانجا ( القصص المصورة اليابانى ) ..

و كتير جداً من أصدقائى المقربين بيتابعوا أنيمى و مانجا ..

التالى .. لستة من خمس أسامى .. لو ماكانتش شفتهم .. و الكلام اللى فوق حاسه فيه منطق و عقل .. إنت محتاج تشوفهم .. جداً :

-hunter x hunter

– slam dunk

– one piece

– naruto

– death note

…..

و الله أعلم