الجمعة اللى فاتت كنت نازل أتمشى التمشية المعتادة بتاعت كل جمعة أثناء ما باسمع أوديو بوكس .. و بمجرد ما فتحت باب العمارة .. لاقيت تلات مراهقين فى المرحلة السنية بين 13 ل 19 سنة .. ماشيين فى الشارع .. و واحد منهم بيكلم التانى و يقوله ” عيب عليك ياسطا .. ماتقلقش ” .. و التانى بيرد عليه تقريباً بنفس الطريقة .
…
اللى وقفنى مكانى و خلانى أفكر شوية .. ماكنش الألفاظ اللى بيتم تداولها بينهم .. و لكن طبقة الصوت كمان .. كل واحد فيهم بيحاول إنه يتخن صوته و يحشرجه و يلوى الحروف بشكل معين .. كأنه بيحاول جاهداً إنه يقلد شخصية معروفة فى التيليفزيون حالياً للأسف .
…
طلعت موبايلى فى التو و اللحظة .. و فتحت one note .. و سيبت لنفسى note سريعة تفكرنى إنى أكتب عن الموضوع ده ..
ال note دى كانت بتقول :
( The alpha ultimate male eip alek dilemma ) ..
…
لأن كل اللى جه فبالى فى اللحظة دى .. هو إن رغبة الشباب التلاتة دول .. إن كل واحد منهم يبان كأنه ( ذكر ألفا) ..
..
الذكر الألفا .. فعلم الإجتماع و علم الحيوان .. هو الذكر المسيطر و المتحكم فى القبيلة أو المجموعة اللى هو فيها ..
يعنى هو القائد و الأقوى فيهم ..
فى الحيوانات بيكون هو اللى ليه أولوية الإفتراس و الأكل .. و التزاوج مع الأنثى اللى تعجبه أيضاً ..
و فى المجتمعات البشرية البدائية .. كان قائد القبيلة برضو بيكون هو الألفا ..
و كان بيتم إختيار الألفا ده بناءاً على القوة العضلية و قوة الشخصية ..
زى هولاكو كده مثلاً فوسط أهله .. و كان برضو بيبقى ليه حق يتجوز الأنثى اللى تعجبه .
…
و فى المعتاد بيتم تصنيف ناس كتير فعلم النفس بالطريقة دى ..
ناس ألفا .. و ناس بيتا ..
تبعاً للحروف الاتينية : ألفا بيتا جاما .. إبساى .. إبسلون .. دلتا .. و هكذا ..
البيتا هو الشخص اللى بيرضى و بيحب إنه يكون فى المرحلة رقم 2 .. تابع .. مابيقدرش و بيكره إنه يكون رقم 1 .. و بيكره القيادة و السيطرة جداً ..
من الصعب إن يكون فى أكتر من ألفا فنفس المجموعة .. لكن طبيعى إن المجموعة بيبقى فيها بيتا كتير ..
…
كونك إنك تبقى ألفا أو بيتا .. بتبقى حاجة موجودة جوة صفاتك الجينية نفسها … و لكن فى تطور علوم البشر .. تم التعلم كيف يتم إكتسابها ..
يعنى لو إنت بطبعك بيتا .. و نفسك تبقى ألفا .. تقدر تذاكر ده …
و العكس ..
…
و ممكن جداً تكون إنت ألفا فمكان ما و ضمن مجموعة ما .. بس فمكان تانى و ضمن مجموعة تانية تبقى بيتا لألفا تانى ..
لأنك .. و على أضيق نطاق ممكن ( نطاق نفسك إنت بس ) .. بتكون ألفا على نفسك .. و بتاخد قراراتك و بتسيطر على نفسك بنفسك ..
و عدد قليل من الناس .. هو اللى بيتخلى عن السيطرة دى كمان و يسلمها لشخص تانى .. و بيرضى إنه يكون بيتا حتى جوة نفسه ..
….
و ألفا أو بيتا .. ماهياش حاجة مقتصرة على الرجالة بس ..
و لكنها برضو موجودة فى الستات ..
و ممكن جداً تلاقى ست ألفا و متجوزة راجل بيتا ..
…
التصنيفات دى اللى بيهرب منها شوية و مابتمشيش عليهم هما الناس ال sociopath .. أو اللى بيطلق عليهم مختلين إجتماعياً ..
ناس عندهم تشكيلة مشاكل كتير .. واحده منهم إنهم لا عايزين يبقوا ألفا .. ولا بيتا .. ناس كارهين التكوين المجتمعى ذاته ..
اللى هو على بداية التصنيف ده بتلاقى الإنطوائيين اللى بيكونوا فأسعد حالاتهم و هما لوحدهم .
…
فضلت أسأل نفسى شوية بعد ما بدأت أمشى .. و أفتكر مراحل طفولتى فى الإبتدائى و الإعدادى و الثانوى ..
و إزاى إن كان سهل إن فكل فصل تعرف مين الألفا ..
ولد بيكون عنده كاريزما طبيعية إنه يقود و إنه يسيطر على اللى حواليه ..
حتى لو كان غلط ..
حتى لو كان هو ولد سئ جداً فأخلاقه .. مفسد .. شقى ..
برضو كان بيلم حواليه مجموعة ضخمة يبقوا هما قبيلته و بيقووا صورته جداً ..
رئيس العصابة ..
….
و بعدين سألت نفسى ..
هل الأغلبية تطمح إنها تكون ألفا ؟ …
ولا تطمح إنها تتبع ألفا يريحها ؟!
…
يعنى .. هل الأغلبية عايزة تقود و تسيطر .. و لا عايزة حد يقودها و يسيطر عليها .. بس يكون ظريف و عادل و دمه خفيف ؟!
…
زى ما قلت إن ممكن جداً تدريب البيتا على إنه يبقى ألفا .. و العكس ..
و معظم أنظمة جيوش العالم فيها برامج تدريبية لصنع الألفا ..
لأن عند مرحلة معينة فى التطور البشرى .. الناس أدركت إن ماينفعش إن الألفا الطبيعى يحكم القبيلة بدون ما يكون عنده مؤهلات تانية غير عضلاته و كاريزمته ..
و لو مانفعش إننا نعلم الألفا إزاى يبقى كويس .. يبقى نجيب حد كويس .. و نعلمه إزاى يكون ألفا ..
و لو مانفعش ده برضو … يبقى نصنعه ..
بس دى قصة تانية ( كيفية صناعة الألفا إعلامياً ) ..
….
الموضوع ده دايماً كان موضوع مثير بالنسبالى ..
و جوانب التفكير فيه كتير جداً .. و بيخلونى أسأل عن دوافع الشباب اللى كانوا قدام البيت دول إنهم يقلدوا الشخصية القميئة دى فى التيليفزيون فرغبة منهم إنهم يظهروا كأنهم أخطر .. أو أكثر خبرة من سنهم .. أو أرجل من سنهم ..
…
ماعتقدش إن ده حيكون أول أو آخر بوست أكتبه عن الموضوع ده ..
بس تصرفات الشباب التلاتة دول أثارت فعقلى أفكار كتييير ليها علاقة بحاجات من أول سياسات دول .. لحد سياسات أفراد .. على جميع النطاقات ..
…
و الله أعلم