لسة مخلص فيلم (get out) من شوية ..الفيلم اللى لسبب ما كسر الدنيا السنة اللى فاتت و خد تقييمات خرافية من نقاد كتير .. و مع ذلك أول مرة شفته فيها لما نزل (قبل ما أقرا كل النقد اللى إتكتب عنه ) ماكملتوش .. و فضلت أسأل .. هما يكونوا بيتكلموا عن فيلم تانى بنفس الأسم مثلاً !! ..

ما علينا .. أنا شفت الفيلم .. و ما زلت مش مستوعب كم الإحتفاء الضخم بيه ده .. ححاول أقرا أكتر عنه .. لكن اللى أثار تسلسل الأفكار القادم ده .. هو مشهد معين فى الفيلم .. اللى باين فى صورة البوست .. و هو لما بيكتشف الجمهور اللى بيشاهد الفيلم … إن كل عناصر الفيلم إتفقت على بطل الفيلم .

….

المشهد ده بيثير فدماغى دايماً فكرة ( الناس بتمثل إيه بالنسبالى ؟!! ) ..

تعالى ندردش شوية …

إتخيل إنك بتتفرج على فيلم لأحمد السقا مثلاً .. إنت داخل الفيلم و إنت عارف إن الفيلم بطولة أحمد السقا .. و صورة أحمد السقا على أفيش الفيلم و إعلاناته و بوستراته فى السينيما اللى إنت إتصورت جنبها ..

..

أياً كانت أحداث الفيلم إيه .. مثلاً أحمد السقا بينضرب .. أحمد السقا فقير فحت .. أحمد السقا ضعيف فحت .. غنى فحت .. تخين ..رفيع … أياً كان ..

أحمد السقا هو .. بطل الفيلم .. و باقى عناصر الفيلم كلهم .. بيخدموا فكرة إن هو البطل ..

بيخدموا قصته هو ..

..

الفيلم ممكن ينتهى من غير ما يبقى هو أغنى واحد .. أقوى واحد .. أفضل واحد .. بس إنت مابتفتكرش مين دول ! .. مابتركزش معاهم .. إنت بتبقى مركز معاه هو .. بس .

————

قابلت ناس كتير .. كأنهم عايشين كعناصر ففيلم حد تانى ..

إنت مين ؟ .. أنا إبن فلان .. أو .. أنا شغلتى كذا .. أو أنا زوج فلانة .. أو خطيبة فلان .. أو …

إنت مين ؟! .. إنت إيه قصتك ؟ .. فيلمك نوعه إيه ؟ .. إنت اللى كاتبه ولا إنت عايش جوة فيلم حد تانى ؟! ..

..

سهل إنك تكتشف ناس زى دول ..

غالباً لما بتسألهم ..

بتعمل إيه ؟ … تلاقى الإجابة ” قاعد ” .

أيون .. قاعد بتعمل إيه يعنى ؟! … ” قاعد .. باقلب فى الفيس “

طيب و بعد ما تخلص ده .. حتعمل إيه ؟! … ” مش عارف “

طيب قبل ما كنت بتعمل ده .. عملت إيه ؟! … ” كنت نايم “

طب بالليل حتعمل إيه ؟! … ” هممم مش عارف “

طب بكرة ؟! … ” مش عارف “

طب السنة اللى جاية ؟! …. ” حاحاول أغير من نفسى ” ..

أيون .. هى دى .. تغير من نفسك إزاى بقى ؟!! ….. ” همممم .. مش عارف ” .

—————–

و بتلاقى الناس دى برضو بتتعامل مع كل حاجة فحياتها بنفس الطريقة ..

أياً كان اللى بيحصل لها .. أو حواليها .. تلاقيهم برضو منتظرين بطل فيلم تانى يدخل فيلمهم و يتعامل مع الحاجة دى ! .

——————

و المشكلة الأكبر .. لما بيبدأو يقارنوا حياتهم و نفسهم .. بغيرهم !

بيحسوا إن .. هو أنا ليه مش زى فلان أو فلانة ! ..

بينسوا ..

بينسوا إن فلان و فلانة دول .. مش هما أبطال فيلمه هو .. و إنهم مجرد عناصر جوة الفيلم بتاعه .. عشان يخدموا قصته هو ..

هو … بطل الفيلم .

——————

نفس الفكرة دى تم مناقشتها فأفلام و مسلسلات زى truman show بتاع جيم كارى و أعمال تانية كتير .. بطرق مختلفة ..

لكن دايماً باحب أفكر نفسى ..

إنى أنا بطل الفيلم بتاعى أنا ..

لو فى ورقة واقعة فى الشارع مثلاً .. الكامير متسلطة عليا أنا لوحدى بس .. تشوفنى حاتصرف إزاى ؟! .. و فى جمهور كامل بيحكم عليا من ورا الشاشة ..

..

لو أنا باقضى كل وقتى … “قاعد” … ” باقلب فى الفيس” .. يا ترى جمهور الفيلم بتاعى .. اللى داخل الفيلم عشان يتفرج عليا أنا بس .. حايكون شايفنى إزاى ؟! ..

——————

جمهور فيلمى بالمناسبة .. هو .. انا برضو ..

أنا باحكم على نفسى و أشوف .. هل حاقدر أفضل قاعد باتفرج على واحد .. “قاعد” .. “بيقلب فى الفيس ” .. ؟!!

——————

حياتى هى فيلمى الخاص .. اللى أنا البطل فيه .. و أنا برضو جمهوره الوحيد ..

دى مش نرجسية ولا غرور ..

ده .. فوجهة نظرى .. تحمل مسئولية ..

تحمل مسئولية الحياة اللى ربنا وهبها ليا ..

إنى أعمل منها شئ .. أعمل فيها شئ ..

و إنى أكون متأكد .. إن كل شىء فى الفيلم ده .. مسئوليتى أنا إنى أحركه .. اغيره .. أكونه ..

————–

و الله أعلم .