spoilers alert : snowpiercer ( 2013) .
لو عندك وقت تشوف الفيلم … لااااازم تشوفه و بعدين إقرا البوست … لو ماعندكش وقت .. إقرا البوست علطول .
———–
الأوزون إتخرم .. و الإحتباس الحرارى بوظ العالم .. فالناس راحوا باخين مادة معينة فى الأتموسفير = الغلاف الجوى .. تخلى العالم درجة حرارته تنزل شوية .. أفورت منهم .. فالعالم كله إتحول لجليد .. كله بالكامل ..
جليد مايخليش أى حاجة تعيش فيه ..
….
قبل ما العالم يتحول لجليد .. باشمهندس سكة حديد إسمه “ويلفورد” .. قرر يبنى شبكة سكة حديد تربط العالم كله .. اللى هو يوصل كل طرق السكة الحديد فى العالم ببعض .. و بعدين بنى قطر كبييييير كبييير كبيير ..
القطر ده المحرك بتاعه جبااار و يقدر يفضل شغال كتييير ..
و القطر عبارة عن عالم كامل .. عربيات كتييير … فى عربية فيها أحواض سمك .. و عربية فيها مزارع صغننة يتزرع فيها فواكه … و عربية فيها فصل مدرسة … و عربية فيها نادى ليلى = نايت كلاب … و …..
و لما العالم بدأ يكون فيه جليد كتير .. القطر كان و هو ماشى .. لامؤاخذة بيخرم فى الجليد .. و يسيحه لمية .. و يخزن المية دى عشان الشرب و الإستحمام و كده ..
يعنى تقدر إنك لو ليك مزاج .. تقضى حياتك كلها فى القطر ده …
و قد كان ..
….
العالم لما بدأ فجأة يتحول لجليد …
كل الناس طلبت إنها تركب القطر ده .. لأنه هو الحاجة الوحيدة اللى تقدر تنجو جواها من العالم المتجمد ده ..
بس القطر كان يستحمل عدد معين بس من الناس .. عدد .. معين .. بس ..
فبالتالى .. كان اللى يشخشخ .. هو اللى بيعدى ..
يعنى لو كان معاك فلوس .. أو كنت من الناس المهمين .. كنت .. بتركب ..
درجة أولى بالغالى أوى ..
درجة تانية بالغالى ..
لو ماعاكش .. قلب الباشمهندس “ويلفورد ” الحنين مايستحملش إنه يسيبك تموت من البرد برة .. يبقى تركب فآآآآآآخر القطر … السبنسة .. مجاناً ..
….
و لأن الفقرا كتييييييير .. السبنسة دى .. إتملت عن آخرها …
آلاف من البشر محشورين فكام عربية قطر …
محشورين حرفياً ..
و مش بس كده ..
لا ..
دول جعانين .. و عطشانين .. و متلجين من البرودة …
و مقفول عليهم .. و ماحدش حيشغل باله بيهم .. لأنهم .. فقرا .. و راكبين مجاناً …
…..
تقدر تستحمل قد إيه ؟
تقدر تستحمل قد إيه لو إنت فوسط العالم المتلجين الجعانين دول ؟!
يوم .. إتنين .. تلاتة … أسبوع ؟! ..
لو مش قادر تتخيل .. يبقى عمرك ما جربت الحياة دى … “أو عمرك ما دخلت جيش فمصر” .
بعد فترة ..
و بعد ما كل الأكل اللى معاهم خلص ..
و بعد ما إتأكدوا إن ماحدش من السبنسة حيقدر يروح يضايق ركاب الدرجات الأعلى ..
لأن ركاب الدرجات الأعلى كانوا قافلين على نفسهم … و عددهم قليل .. و الأكل بتاعهم يدوب يكفيهم لوحدهم .. و معاهم سلاح .. كتير ..

بدأوا ياكلوا بعض ..
أيون ..
الفقرا بدأوا ياكلوا بعض ..
بالظبط زى نظام الغابة .. القوى .. بقى بياكل الضعيف .. حرفياً ..
و أضعف الضعفا هما .. الأطفال .. الرضع ..
و بدأوا يحللوا لنفسهم أكل الأطفال و الضعاف و الستات ..
و يستطعموهم .. و يتلذذوا بيهم ..
….
لحد ما واحد عجوز فيهم .. قرر إنه مش مستحمل أكتر من كده …
وقف وسط كام راجل قتلوا ست شايله إبنها ..
و كانوا لسة حياكلوا العيل الصغير ده ..
و راح قاطع إيده .. (العجوز قطع إيده نفسه ) ..
و رماها لهم .. و قال لهم .. لو جاعنين .. كلوا إيدى .. لكن سيبوا العيل الصغير يعيش ..
….
الناس شافوا كده ..
منهم شوية إتأثروا هما كمان ..
و راح كل واحد اللى يقطع إيد .. و اللى يقطع رجل .. يقدمها للأقوياء اللى كانوا بيفترسوا الضعاف دول .. مقابل إنهم يسيبوا الأطفال يعيشوا ..
الأقوياء بدأوا ياكلوا الإيدين و الرجلين دول ..
..
لحد ما “ويلفورد ” الحنين .. راح باعتلهم أكل من عنده ..
مكعبات بروتين تشبعهم و تخليهم مش محتاجين ياكلوا أطراف بعض ..
و بدأ يبعتلهم القطع دى بشكل يومى .. فمواعيد ثابتة .

طبعاً إنت لازم تكون عارف إن الفقرا دول كانوا عايشين حرفياً فوق بعض .. يعنى لا نضافة ولا خصوصية ولا أى آدمية إطلاقاً … بالظبط زى حظاير البهايم ..

لمدة 18 سنة ..
عايشين فى النظام ده و العالم ده .. لمدة 18 سنة ..
تتخيل اللى إتولد فى النظام ده .. شاف أى عالم مختلف ؟!
يعرف أى حاجة عن الآدمية أو الحياة اللى إنت عايشها دلوقتى ؟!
واحد عنده 18 سنة .. متعود إنه يومياً بياكل مكعبات .. بس .. و هى دى أقصى آماله و أحلامه فى الأكل …
واحد عنده 18 سنة .. عمره ما قعد فمكان لوحده .. مايعرفش يعنى إيه خصوصية ..
واحد عنده 18 سنة .. مليان أمراض من كل نوع ..
واحد عنده 18 سنة … جاااااهل .. بكل شىء ثقافى أو علمى ..
واحد عنده 18 سنة … كل العالم بتاعه هو جدران عربية .. قطر .. و مافيهاش شبابيك كمان بالمناسبة .
..
تتخيل يعملوا إيه ؟
..
بالظبط كده …
تدريجياً .. بدأ الناس تحاول تثور على الوضع ده ..
نسوا إنهم ركبوا السبنسة بمزاجهم …
نسوا أى إختيارات تكون قادتهم إنهم يبقوا غير قادرين على ركوب الدرجات الأولى فى القطر ..
نسوا كل ده .. و قرروا يثوروا على ركاب الدرجات الأولى و يحاولوا يحتلوا مكانهم ..

3 مرات ..
3 مرات على مدار 18 سنة … حاولوا و فشلوا ..
و كل مرة يحاولوا و يفشلوا .. يموت منهم عدد ضخم جداً ..
يموتوا برصاص أسلحة جنود ركاب الدرجات الأولى ..

لحد ما الفيلم بيبتدى و إنت بتشوف بطل الفيلم ( اللى فى الصورة ) .. ” كيرتس” .. و هو قرر إنه يقود الناس دول لثورة رابعة .. ..
هو عنده 35 سنة ..
يعنى عاش 17 سنة برة القطر فى الحياة العادية .. و 18 سنة جواه ..
و هو كان من ضمن الأقويا اللى كلوا أطفال و ستات .. بس ربنا تاب عليه بعد كده ..

الفيلم بياخدك ضمن القطر بالكامل و بتشوف قتال و معاناة أبطاله لحد ما بيوصلوا لأول عربية فى القطر .. العربية اللى قاعد فيها الباشمهندس ” ويلفورد ” ….
..
و بعد ما كل اللى حوالين ” كيرتس ” بيموتوا تقريباً ..
و مابيفضلش غيره هو ..
بيعزمه “ويلفورد” عالعشا .. و يبتدى حوار .. فوجهة نظرى .. من أعظم حوارات الأفلام اللى شفتها .. على الإطلاق .

الحوار بالكامل ممكن يتلخص فى التالى :
1- إنت ممكن تفكر إن ويلفورد ظالم .. بس لو ويلفورد كان سمح للهمج إنهم يكونوا موجودين فكل عربيات القطر من أول يوم .. كان البشرية كلها إنتهت لأن القطر يستحمل 500 بشرى بس مثلاً .. لكن الهمج دول آلاف .
2- فاكر الراجل اللى قطع إيده فأول الفيلم عشان ماياكلوش العيل الصغير ؟! ..
طلع إنه دايماً بيتفق مع ويلفورد إن كل كان سنة .. يقوم الناس و يسخنهم عشان يعملوا ثورة عشان يكون فى سبب إنهم يهجموا على جنود الدرجات الأعلى .. فيموت منهم عدد ضخم .. عشان الباقى يعرف يعيش مستريح .
3- واخد بالك من النقطة رقم إتنين دى يا …. جارى ؟!
4- السبب إنه كان بيموت الناس بالطريقة دى ( ثورة و كده ) .. إنه يفضل عندهم أمل .. لأن لو ماكنش الأمل ده بيسخن جواهم كل شوية .. كان معظمهم حيموت نفسه و خلاص .. لكن طول ما إنت عندك أمل إن بكرة الحالة حتتحسن و تبقى أحسن .. طول ما حتفضل عايش عشانه .
5- محرك القطر فيه أجزاء مابقتش شغالة أوتوماتيك زى الأول .. و بقت محتاجة ناس يشغلوها يدوى .. فكان كل شوية ويلفورد يجيب عيل من عيال السبنسة الصغيرين دول .. يحطه جوة المحرك عشان يفضل يشغله يدوى .. لحد ما يموت .. فيروح جايب عيل تانى .. و هكذا … لأن ماحدش من ركاب الدرجات الأعلى حيسمح إن أطفاله يعملوا كده ..
فبالتالى كان فى أهمية لسكان السبنسة دول أوى .
6- خدت بالك برضه من النقطة رقم (5) دى يا … جارى ؟!
7- ويلفورد قال لكيرتس إنه كان المفروض يموت فنص الثورة بتاعته و مايوصلش لحد عنده .. بس طالما وصل .. فأنا عايزك تمسك مكانى ..
أيون ويلفورد عايز “كيرتس = قائد الثورة = هه ؟ .. واخد بالك ؟ ” .. يمسك مكانه .. عشان يحافظ على البشرية .
و عشان يعمل كده .. لازم يدير الموضوع بنفس الطريقة .. و كل كام سنة .. يقتل عدد ضخم من السبنسة .. و يشغل عيال صغيرة لحد ما تموت جوة المحرك .
8- لو عايز تعرف اللى بيحصل بعد كده … أنصحك تشوف الفيلم .. أنا فعلاً حاسس إن وجهة نظرى وصلت ..
——————————————
و الله أعلم .