لو كنت شفت أفلام pirates of the caribbean .. فإنت أكيد عارف أهمية البوصلة اللى بتلعب جزء كبير جداً من تكوين القصة .. و لو ماكنتش شفتهم .. فقصة البوصلة دى ببساطة و سبب أهميتها هو :
( إنها بتدلك على طريق أكتر حاجة قلبك عايزها )
………
إنت مش متخيل أهمية حاجة زى كده قد إيه ؟! ..
خلينى أوضحلك ..
– تعرف كام قصة حب عدت على مرحلة الجواز .. و إنتهت بطلاق ؟
– تعرف كام واحد شغال شغلانة كتير يحلموا بيها .. و مع ذلك تعيس فشغلانته و نفسه يسيبها ؟
– تعرف كام واحد فكلية معينة .. و كان نفسه يدخل كلية تانية ؟
– تعرف كام واحد بيقعد على القهوة و تسأله بتعمل إيه .. يقولك … قاعد ؟!
……..
كل الأمثلة اللى فوق دى لناس عايشة حياتها و ماشية فطرقها .. بس إما مش عارفة هى عايزة إيه … أو مشت فطريق مخالف للى هى عايزاه .. و دلوقتى .. حزينة .
……..
نسبة كبيرة جداً مننا حالياً بتعانى من ده ..
لأن حالياً ألف واحد حواليك دايماً مستعدين يفتوك فإزاى المفروض تعيش حياتك ..
و لو طريقك اللى إنت بتحاول تختاره لنفسك .. مختلف عنهم أو غريب عنهم .. حيعملوا كل اللى يقدروا عليه عشان يخلوك تختار طريق مشابه لطريقهم هما ..
مع إنهم نفسهم مش سعدا أو مستقرين فحياتهم ..
بس النتيجة لكده إنك دايماً بتكون مشتت .. تايه .. و بتحاول تدفن أفكارك دى فوسط حاجات كتير تنسيك الدوشة دى …
– شغل
– علاقات عاطفية .. او غير عاطفية
– دراسة
– قهوة
– ألعاب .. أفلام .. مسلسلات ..
أى حاجة تخلى دماغك ينسى .. ينسى إحساسه إن فى حاجة غلط .. فى حاجة مش مظبوطة !
………
البوصلة فى قصة pirates of the caribbean .. قام حروب عليها .. مش بس لأنها بتدلك على طريق أكتر حاجة قلبك عايزها … بس لأنها بتعرفك إيه هى أكتر حاجة قلبك عايزها .. و فرأيى ده الإستخدام الأقوى لها .
…
يعنى إنت ممكن تكون عايزها عشان تدلك على طريق لكنز من الدهب و المجوهرات .. فى حين إنها ممكن تدلك على إن اللى إنت فعلاً عايزه مش دهب أو مجوهرات .. و إنك عايز حاجة تانية خالص .. و لكنك بتحاول تصدق الوهم اللى المجتمع زرعه جواك .. و هو إن الدهب و المجوهرات هما الهدف الأسمى .
……
شخصياً .. مش فاكر إمتى أول مرة بدأت إنى أسأل نفسى الأسئلة التالية بشكل مستمر .. و طول الوقت .
أعتقد من زمااااان .. من أيام ما أصبح عندى حرية إنى أقرر حياتى بنفسى ( أثناء الكلية إذن ) .
الأسئلة دى باسألها لنفسى أكتر من مرة فى اليوم الواحد …
كالتالى :
1- فى اللحظة دى .. إيه أكتر مكان نفسك تكون موجود فيه ؟
2- فى اللحظة دى .. إيه أكتر حاجة نفسك تكون بتعملها ؟
3- فى اللحظة دى .. مين أكتر حد نفسك يكون موجود معاك ؟
4- هدفك .. عارفه ؟
5- لو محدده من قبل كده .. باسأل كل شوية .. ثابت ولا إتغير ؟
6- اللى بتعمله دلوقتى ده .. بيقربك ولا بيبعدك من هدفك ؟
…….
إجابات الأسئلة دى دايماً بتعرفنى أنا واقف فين ..
بالظبط كأنى فتحت خريطة أو جوجل مابس .. و شفت أنا مكانى فين .. و قدامى قد إيه عشان أوصل ..
و بناءاً على الإجابات اللى عقلى بيجاوبها عليا .. باخد أكشن .
…….
مثلاً :
لو كنت فمكان أنا مش مضطر أكون فيه .. بس الضغط الإجتماعى اللى حواليا مثلاً خدعنى و فجأة لقيت نفسى ( ففرح أو عزومة أو خروجة …. ) ملياش مزاج فيها .. مابخدع نفسى أكتر من كده ..
و حتى لو ماينفعش أسيب المناسبة دى .. يكفينى إنى أكون عارف أنا عايز أكون فين .. مع مين .. باعمل إيه .. و المسافة اللى بينى و بين الحاجات دى قد إيه .
…..
ده نفسه بيخلينى عندى سيطرة على رغباتى و كيفية تكوينها جوة عقلى ..
إمتى بالظبط طلبت معايا بيتزا مثلاً ؟
إمتى بالظبط عقلى بدأ يطلب أجازة ؟
إمتى بالظبط عقلى بدأ يفكر فى البروجكت الفلانى و قرر يبدأه ؟
…..
عند مرحلة معينة فحياتنا بنكبر .. و مابيبقاش فى حد يمسك إيدنا و يمشينا أو يسوق بينا من غير ما نفكر …
للأسف .. ناس كتييييييييير .. بتوصل فى السن لأرقام كبيرة .. جداً ..
و بتفضل تسلم إيدها و عقلها من حد لحد .. يمشيها و يسوق بيها ..
و لو سألتهم :
إنتوا فين ؟ .. رايحين فين ؟ .. جايين منين ؟ …
بيستغربوا و يتفاجأوا كأنك صحيتهم من حلم … و بعدين يبدأوا يدوروا .. يدوروا على عمو اللى المفروض عارف الإجابات دى ..
…..
و الله أعلم .