السؤال ده عمرى ما سألته بغرض الإختيار .. أبداً ..

اللى هو لو عاملين حاجة على مزاجى حاكل معاكم .. و لو مش على مزاجى حاشوف ليا حاجة تانية آكلها .. أبداً .. و قد تكون أمى ما زالت مش مصدقانى فى الموضوع ده ..

..

السؤال ده دايماً كنت باسأله بغرض تهيئة النفس .. اللى هو أياً كان اللى معمول على الغدا .. من أكتر صنف باحبه مثلاً .. لأكتر صنف مش باستلطفه … الحمد لله كله خير .. بس حابقى عايز أهيأ نفسى من بدرى .

بالنسبة ليا الأكل دايماً عبارة عن عناصر أساسية غذائية محتاجها ( حديد , بروتين , فيتامينات , ….) و بعدين الحلو .. ماكنتش باحط أبداً قيمة كبيرة للطعم .

..

أنا باحب الطبخ جداً .. و مطبخى فى الشقة كأنه إمتداد من مكتبى .. بل بالفعل أفكارى شغل كتير بتجيلى يا إما و أنا باغسل مواعين .. أو باطبخ .. أو بانضفه … لكن مش دى القصة ..

..

للجزء الأكبر من حياتى .. كنت مدمن سكريات .. اللى هو لازم يكون فى على الأقل دايماً إما حلاوة طحينية .. أو مربى .. أو عسل أسمر .. كجزء من الدايت اليومى بتاعى .. و بكميات ضخمة .

..

كان فكرة إن التلاجة مثلاً مافيهاش أى نوع من التلاتة دول بتشكل أزمة نفسية بالنسبالى .. و إحساس دائم بعد الإطمئنان لحد ما أجيب صنف أو صنفين منهم ..

صفيحة عسل أسمر 15 كيلو مثلاً …

صفيحة مربى 3 كيلو ..

2 كيلو حلاوة طحينية بالشوكولاتة .. و كيلو من غير شوكولاتة ..

….

يمكن بسبب طولى و ممارستى المتقطعة للرياضة بشكل متطرد .. وزنى ماوصلش لأرقام ضخمة ..

من سنة و نص تقريباً وزنى كان وصل لحد 120 كيلو .. (أقصى وزن وصلتله بفضل الله ) .. و بعدين .. للمرة التالتة فحياتى … خدت قرار إنى أرجع جيم و تمرين بشكل ثابت .. بعد 8 شهور .. بفضل الله رجعت 92 كيلو ..

و ده حصل بعد ما كنت درست بشكل مفصل شوية تأثير السكر الأبيض و مشتقاته على جسم الإنسان و قد إيه هو مضر .. بل و مميت أحياناً ..

..

السكر إدمان … إدمان حقيقى .. بينافس إدمان الهيروين و الكوكايين .. و الإقلاع عنه بشكل كامل مش حاجة سهلة ..

الموضوع إبتدى بضرورة وجود بديل .. حاجة تدينى إحساس الجرعة اللى كان لازم آخدها بعد كل وجبة أياً كانت هى إيه .. ( آه والله كنت باحلى بعسل و طحينة مثلاً بعد صينية فراخ ) ..

البديل ده كان اللبان ..

تشكلتس و كلورتس و ترايدنت .. أصبحوا و مازالوا قطع أساسية فتكوين المكتب عندى … و على مدار السنة و نص اللى فاتوا بالكامل … مادقتش ولا لقمة عسل أو حلاوة أو مربى ..

..

بعد ما كنت باحط 4 معالق سكر على النسكافيه … بقوا نص معلقة .. لحد من غير خالص .. و بقيت باستبدل ده بقطعة شوكولاتة غامقة صغيرة .

..

أنا ممكن أتكلم عن الأكل لوحده أكتر من كدة بكتيييير .. و لكن ..

خلال الأيام اللى فاتت .. و بسبب هوجة البيتكوين و الكلام ده .. لقيتنى باكرر نفس الكلمتين هما هما كتير !! …

..

الفلوس مالهاش قيمة .. القيمة هى اللى ليها تمن بفلوس ..

يعنى ماتدورش إزاى تكتر فلوسك .. دور إزاى تكتر القيم اللى عندك اللى ممكن بعد كده تتحول لفلوس ..

..

فكرة إنك لو كنت إشتريت من 8 سنين 10 بيتكوين مثلاً .. فكان حيبقى معاك دلوقتى بتاع 170 ألف دولار مثلاً لو بعتهم …

طيب … و بعدين ؟!!!

معاك 170 ألف دولار .. يعنى بتاع 4 مليون مصرى .. ده لو إنت عايز تصرفهم فمصر يعنى .. طيب … و بعدين ؟!!

يحضرنى كلام محمد هنيدى فكماننا …

حتجيب عربية نضيفة .. آدى نص مليون ..

حتجيب شقة فمكان نضيف .. آدى مليون تانية تقريباً ..

حتفرش و تجيب إكسسوارات و أجهزة نضيفة .. آدى نص مليون تانية تقريباً ..

حتتجوز ؟!! .. ماشى .. آدى نص كمان على الأقل ..

يفضل معاك مليون و نص ..

حتحطهم فى البنك ؟ .. و تبدأ تعيش من فوايدهم ؟ …

حتصيف و تسافر و تتفسح و ……

الخلاصة بعد كل ده هو إنك حاتعمل التالى :

حتصرف 100% من وقتك و مجهودك و طاقتك .. و 75% تقريباً من الفلوس دى .. على إشباع غرايزك الجسدية بس ..

من مأكل و ملبس و جواز ..

..

و بعدين حاتفضل حاسس إنك عايز تعمل حاجة تانية ..

حاتبدأ تحس بكل المشاكل اللى ماكنتش عمرك فكرت فيها قبل كده .. لأنك دايماً كنت بتقنع نفسك إن كل مشاكلك هى فجسمك ..

و ناسى تماماً إن (عقلك و روحك) هما كمان عندهم غرايز محتاجة إشباع …

أى كلب أو حيوان وضعته فمكان ياكل و يشرب و يتزاوج حيعيش و يتخن .. بس حيحتاج يطلع يتمشى .. و يتعب شوية عشان يحرق الأكل ده و يشتاق للراحة تانى ..

الإنسان بقى .. مش بس محتاج تعب .. لأ.. ده لو ماحسش إنه بينجز شىء ليه “” قيمة “” بيبقى فأتعس حالاته .. بيبقى … عبد .

إحساس إن بقك متحلى .. ممكن تاخده من نص كيلو عسل أسمر … او لبانة واحدة .

إحساس الشبع واحد … من طبق فول .. أو كيلو جمبرى ..

إحساس الدفا واحد .. من لحاف ب 5000 جنيه .. أو تلات بطاطين ب 300 جنيه .

السكر بيدى للإنسان إحساس مؤقت باليوفوريا .. اللى هو إحساس فرحة و طاقة .. و بعدين يعقبه (كراش ) .. تحطم كامل بيخليك محتاج للجرعة التانية منه .. بالظبط زى أى مخدر .

الفلوس بتدى للإنساس إحساس مؤقت بقدرته على التحكم فى غرائزه .. ياكل منين ما يحب عن طريق إن يشترى .. و يتجوز منين ما يحب عن طريق إنه .. يشترى برضو للأسف … و لكن بعدين يعقب ده (كراش) .. إحساس إن فى جوع لعمل شىء ما الفلوس مابتشتريهوش .. إحساس بجوع للإنجاز .. فبيبدأ ياخد الطريق الأسهل لده برضو عن طريق الفلوس … و يتاجر و يستثمر بيها و … يقامر .. بدون ما يعمل أكتر حاجة هو محتاج إنه يعملها … يتعب و يشتغل و يتعلم و يبذل مجهود .

بص حواليك و إنت ماشى حتلاقى ناس كتير ماشية بكروش .. تعبانة .. مرهقة .. بتعمل عمليات بسبب الوزن و الأكل الغلط … لو جريت جنبها شوية حاتبصلك بإستغراب !!! .

..

بص حواليك و إنت ماشى حتلاقى ناس كتير بتصرف على هدوم .. و مش عاجبها شكلها .. بتأيف الهدوم و تنسى تأيف الجسم .. و لو لبست جنبها طقم عااادى خالص موضة قديمة .. حاتبصلك بإستغراب .

….

….

* تاخد مليون جنيه ؟ … و لا علم يديك الإمكانية إنك تجيب 10 مليون جنيه ؟

* تاكل شوية سكر يحسسوك باليوفوريا المؤقتة ؟ .. ولا تاكل خضار و فاكهة و تنزل تتمرن و بعد تلات شهور تحس بإستقرار جسمك و إنك حابب شكلك فى المراية ؟

….

….

الإستثمار الصح فوجهة نظرى .. عمره ما كان إنك إزاى تزود رصيد فلوسك فى البنك …

الإستثمار الصح فوجهة نظرى .. عمره ما كان إنك تزود كم السناكس و الأطعمة الجاهزة فتلاجتك .

إبذل وقت و مجهود و .. إتعلم الطبخ و إشترى خضار و فاكهة من السوق .. و ماتبقاش عبد للسكر .

إبذل وقت و مجهود و .. إتعلم مهارات و علوم .. تخليك مش قلقان لو خسرت فلوس .. لأنك مطمن ممكن ترجعها إزاى ..

….

و الله أعلم .