أحد أكتر الأفلام اللى كنت باحبها جداً و أنا صغير .. هو فيلم ” شمس الزناتى” .. فيلم غنى عن التعريف .. عن رواية أكثر غناء عن التعريف .
بس بالرغم من إننا كلنا شفناه تقريباً .. و عشرات المرات كمان .. باستغرب إزاى لحد النهاردة في ناس كتييييييير بتشجع “محمود حميدة – شرير الفيلم – اللى مات مضروب بشوكة فرقبته – اللى عادل إمام قاله بتعرف تعد لحد كام ” … و مش بس بيشجعوه .. بل متخذينه قدوة فحياتهم و شخصيتهم …و عدد أقل منهم شوية … بس كتير برضو .. متخذة أحمد ماهر “اللى خلع فى النص و رجع على حصان و إنضرب بالنار و هو جاى ” .. مثل أعلى … مش مصدق .. خلينا نشوف !
….
فى الفيلم “على حد ذاكرتى ” .. بيبتدى بإنه بيعرفك على شخصية عادل إمام .. إنه فتاك و متعدد المهارات .. بس مافتكرش أبداً إنه قال لنا بيشتغل إيه !! .. غير إنه بيلقط رزقه بطرق متعددة ..
و بعدين بيبدأ يورينا تركيبة شخصية زى دى بتتعامل إزاى مع المشاكل بمختلف أحجامها .. بكوميديا و أريحية و ثقة بالنفس و إستهزاء بالمشكلة و مسبباتها .. نفس التركيب النفسى لمعظم أبطال أفلام الأكشن على مدار القرن اللى فات .. و القرن ده برضو .
…
و بعدين بيبدأ يوريك كيفية تفكير الشخصية دى فى أولوياتها ..
و إزاى بيفكر فإرضاء غرائزه الطبيعية من مأكل و ملبس و مشرب و سوسن بدر .. مقابل نظرته فإدارة حياته و ووقته و مستقبله
..
عند المرحلة دى فى الفيلم .. كلنا بنبقى فرحانين و إحنا شايفين شخصية الذكر الألفا و هو محسسنا كلنا بالأمان بالمنظر ده .. و إزاى إنه بيضحكنا و هو بيتعامل مع كل مشاكل الفيلم بإستهزاء .. و بيسيطر على الفيميل بتاعت الفيلم … بس ماعتقدش إننا فكرنا .. هممممم .. يا ترى شمس الزناتى شايف نفسه فين كمان خمس سنين ؟!
يا ترى أنواع إستثماراته إيه ؟
يا ترى عنده كام فى البنك ؟
….
و بعدين بيبدأ شمس الزناتى فى عملية “الريكروتنج = التعيين و الإختيار” للفريق بتاعه .. و بنشوف إزاى بيمارس دور الإتش آر المحنك و هو بيدخل لكل “عضو = كانديديت ” من أعضاء فريقه من المدخل بتاعه و بيكلمه بلغته .. و بيديله ” حوافز = إنسنتفز” ..
و إزاى إنه بيوعد كل واحد فيهم بالـ …. كارير ..
…
يعنى بيقول لكل واحد فيهم ..
إحنا عايزين نعمل ” الأوبجتكيف الفلانى = الهدف الفلانى ” .. مقابل “الأوتبوت = المقابل” الفلانى … و ليك نصيبك .
….
و فى منهم اللى بيقرر ياخد حقه ناشف .. و منهم اللى بيقرر ياخده ” إكويتى = أسهم ” … و اللى بياخده “وكل = جعيدى” .
…
و بتبدأ “الرحلة = الميشن ” و خلالها بيتناقشوا فى رؤية الفيلم و هدف المجموعة ” الفيجن” .. و إحنا حافظين باقى الأحداث … و تقريباً كده إنت فهمت أنا قصدى إيه ..
…
خلال حياتنا .. ناس كتير بتتمنى تشوف نفسها مكان أبطال الأفلام دى .. و بتنسى إن الفرق الوحيد بينها و بين الأبطال دى هو … الإختيار .
..
فى الفيلم .. فى ناس إختارت الإستقرار التاااام ..
و ناس إختارت إنها تكسب و تاكل عيش .. بغض النظر عن الأذية اللى بيتسبب فيها ده لناس تانية ..
يعنى جيش محمود حميدة مثلاً ” الهليبة” .. هل كلهم كانوا أشرار ؟!!
ماعتقدش .. أعتقد جزء كبير منهم كان مجرد راضى بالحياة اللى هو بياكل و يشرب و يرضى غرائزه الأساسية من مأكل و ملبس و مشرب و سوسن بدر .. و معتقد إن سكان القرية اللى كانوا بيسرقوها فعلاً شاكرين لهم إنهم بيحموهم من الخطر الوهمى اللى مش موجود ..
هو كان شايف إنه بيعمل الصح .. و بياخد حقه فى المقابل ..
..
و ناس تانية كتير .. إختارت إنها تكون من سكان القرية اللى عايشين بيتسرقوا ليل نهار .. و بيقنع نفسه إن دى هى الحياة الطبيعية و الإستقرار .. و الأمان .
…
و ناس تانية إختارت إنها تكون “أحمد ماهر ” فى الفيلم … اللى هو أنا معاك طول ما فى عائد مادى مباشر .. و بيقنع نفسه إن البحث عن العائد المادى ده هو الإستثمار و سبب وجوده فى الحياة .. و خايف من لحظة مواجهته للسؤال الأهم …
بدون بحثى عن العائد المادى ده .. أنا مين ؟!
…
و ناس إختارت دور جعيدى طبعاً … تحية كبيرة لكروشهم بكل أمانة ..
…
كل مرة كنت باشوف فيها الفيلم .. كنت باسأل نفسى .. أنا مين .. أنا مين فيهم ؟
هل عندى الشجاعة إنى أغامر بحياة سبع أفراد غير نفسى ؟ شمس الزناتى
هل عندى الشجاعة إنى أغامر بحياتى و أنا مصدق فشخص واحد ؟ أى حد من فرقته
هل عندى الشجاعة إنى أستثمر فمهارات سبع أفراد بس ؟ الشيخ عتمان
هل عندى الشجاعة إنى ماكونش أى حد منهم ؟ باقى كومبارسات الفيلم .
أنا مين ؟
..
الكار .. ككلمة عربى مشهورة تعنى الصنعة .. و لكن فرق ضخم بينها و بين الكلمة الإنجليزى اللى جاية منها .. الكاريير .
الكار .. كحرفة أو كصنعة .. كان بيدى لصاحبها القدرة إنه يختار يكون أى حد من اللى فوق دول ..
..
إنما الكاريير .. فهى حالياً للأسف غالباً بتعنى إرتباطتك بكيان معين .. بدونه .. بيبقى دورك .. كومبارس .
…
الكير .. care .. فوجهة نظرى أحد أكثر الحاجات اللى كنا بنفرح لما نلاقيها عند أبطال الفيلم .. و هى الإهتمام بالمجتمع و السبب = cause اللى بيحاربوا عشانه .. و مع ذلك .. حالياً .. ناس كتير بتعيش فحياتها بدون ما تسأل نفسها .. هل كارييرى ده .. فى سبب أكبر أنا با “كير” بيه أو بهتم بيه .. بيخدمه .. ولا لا !
..
الكاررو فى الفيلم .. العربية اللى بيجرها حصان و بيمرض و بتشيل أفراد الفرقة بالكامل .. فوجهة نظرى أحد أكثر أبطال الفيلم المظلومين فى إنهم ياخدوا حقهم .. و اللى فى الفيلم فى المشهد بتاع لما الفريق بالكامل بينزل و يبدأ يزق الكاررو عشان يطلع من الحفرة اللى وقع فيها ..
المشهد ده من أكتر المشاهد اللى باحبها و باقف عندها كتير ..
إزاى إن عند مرحلة معينة .. كل الخلافات اللى موجودة بين أعضاء الفريق (صح أم خطأ ) بتتنحى جانباً .. و بيركز الكل على إيجاد حل و إنقاذ وسيلة تنقلهم الوحيدة .
و إن عند المرحلة دى .. (نقطة واحدة مركز فيها إمكانية الفشل = single point of failure) .
مهما كان كاريير كل واحد فيهم ناجح … أو قيم ..
كار واحد بس .. بتاع ” عبد الله محمود” هو اللى بيكون المطلوب و الوحيد اللى يقدر يطلعهم من الهلاك ده .
…
فين “الكاررو ” اللى فشغلى أو فحياتى ؟ .. و هل أنا عندى “عبد الله محمود ” اللى أقدر أوصله لو حصل حاجة زى كده ؟
…
و الله أعلم .