فى المعتاد فبداية كل كورس باديه .. باتكلم فأول محاضرة عن ( إزاى تبتدى فى المجال المعين اللى بنتكلم عنه فى الكورس ؟) .. و باشرح إزاى إن دورى خلال الكورس كإنستراكتور .. مش إنى أجاوبك على الأسئلة اللى عندك حالياً .. و لكن إنى أعلمك إزاى تسأل الأسئلة دى و غيرها بشكل أفضل .. يمكنك من إنك توصل و تختار الإجابات المناسبة … من الكم الضخم من الإجابات المتاح فكل مكان على الإنترنت دلوقتى .

….

و مرة .. فآخر محاضرة فى كورس معين .. أحد الموجودين سأل سؤال معتاد .. و سمعته كتير قبل كده .. بل و كنت دايماً باجاوب على النوعية دى من الأسئلة بإسطامبة محفوظة .

السؤال هو : إزاى أكمل ؟

الإسطامبة كانت بتبقى مصادر معينة بأقدمها .. او دعوة إنه يكمل معايا (أو غيرى ) فكورس متقدم فى نفس المجال .. أو تسلسل مشاريع معين .. او …

لكن فى المرة دى .. حسيت إن الإجابة دى مش حقيقية ..

مش حقيقية لأنى رديت على السؤال الغلط ..

السؤال ماكنش : إزاى أتعلم أكتر ؟ …..

السؤال كان : إزاى .. أكمل ؟ ..

و فى فرق ضخم بين الإتنين .

..

إتخيل إنك دخلت علاقة رومانسية ..

مرحلة ما بعد (يا ترى يا هل ترى ؟ .. ) .. اللى هى إنت غيرت الستاتيوس بتاعتك على الفيسبوك لـ : مرتبط .

.. المفروض فى الغالبية من الحالات دى هو إن منحنى المشاعر عندك و فدماغك بيكون فأعلى درجاته عند المرحلة دى .. اللى هى اللحظة اللى بتعترفوا فيها إنتوا الإتنين لبعض إن *( أوك .. إحنا couple )* .

..

اللى هى نفس المرحلة اللى إنت فيها تخطيت إعجابك بمجال معين .. و شفت عنه فيديوهين تلاتة على اليوتيوب .. و نزلت كورس أو إتنين فيه .. أو سجلت فكورس فمركز أو أكاديمية معينة .. و قررت .. إن *( أوك .. أنا حادرس كذا )*

و بتبدأ الخطوات المعتادة فأى فيلم رومانسى …

– بتصحى الصبح و تكلمها *** بتصحى الصبح و تفتح محاضرة فى المجال ده .

– بتستنى تشوف أى بوست منها أو خبر عنها فى الفيسبوك *** بتفرح لما تلاقى أى بوست أو خبر عن المجال ده فى الفيس أو المواقع قدامك .

– بتفكر فيها و إنت بتعمل شوبنج *** بتفكر فى المجال ده و تشترى إيه عشان تبقى أحسن فيه .

– بتقعد مع إصحابك و بتستنى أى فرصة إنك تكلمها *** بتقعد مع إصحابك و بتستنى أى فرصة تحكى عن المجال ده و تتكلم فيه .

– إصحابك بيبدأو يتخنقوا منك و يحفلوا عليك بسببها *** إصحابك بيبتدوا يتخنقوا منك و يحفلوا عليك بسبب المجال ده .. أو بيسألوك فيه لو بيجيب فلوس .

– بتبقى مستنى تروح البيت عشان تكلمها *** بتبقى مستنى تروح البيت عشان تشتغل فيها أو تفتح محاضرة فيه .

……

و التشابهات كتير … كتير حتى فى المرحلة اللى بعد كده …

….

مرحلة التعود ..

..

– جمالها بطل يبهرك .. إتعودت عليه *** خبايا المجال و إمكانياته بطلت تبهرك .. خلاص عرفتها .

– مشاكلك و آلامك المعتادة لسة موجودة .. هى ماكنتش الحل السحرى اللى حايغيرلك حياتك *** مشاكلك و آلامك لسة موجودة .. المجال ده مافيهوش الحل السحرى اللى حايغيرلك حياتك .

– بقيت بتدور على الجديد فيها .. لكنها مستغربة إنت ليه مش فرحان بيها زى الأول *** بقيت باتدور على الجديد فى المجال ده .. و مستغرب إنت ليه ماتفوقتش فيه زى ما توقعت .

……

و بعدين … مرحلة الإلتزامات …

– إنت مش حتيجى تكلم بابا ؟ *** إنت مش حتلاقى شغل يجيبلك فلوس من المجال ده بقى ؟

– الفرح ليه تكاليف *** الإمتحانات و السيرتيفيكيشن ليها تكاليف .

– بتبدأ تتخنق أحياناً من كتر مكالماتها ليك … *** بتبدأ تتحنق أحياناً من إستهلاك المجال ده لجزء ضخم من وقتك .

– إصحابك بيبدأوا يوحشوك و توحشك قعدتهم *** إصحابك بيبدأوا يوحشوك و توحشك قعدتهم .

– بتبدأ تتحجج عشان تقضى وقت أقل معاها *** بتبدأ تتحجج عشان تقضى وقت فيه .

….

و الخطر كل الخطر من :

– واحدة جديدة بدأت تشغل دماغك … *** مجال جديد مالوش علاقة بالأولانى بدأ يشغل دماغك .

– يا فلانة .. أنا حاسس إننا مش حنقدر نكمل مع بعض *** …. انا بافكر أغير كارييير .. تانى .

————————————

فكلا العالمين .. بتعدى على مرحلة .. الإهتمام مابينطلبش .. اللى هو مرحلة توقف إحساسك بال … شغف ..

الكلمة المحيرة اللى إتكتب فيها كم ضخم من كتب التنمية البشرية …

….

خلال حياتى و تجاربى و قرائاتى البسيطة ..

لقيت إن السر فى الشغف .. هو الـ ….. تطلع ..

..

يعنى إيه ؟

..

يعنى إنت زمان و إنت صغير .. لما كان باباك يوعدك بلعبة آخر الأسبوع لو فضلت مؤدب طول الأسبوع .. كنت بتقضى الأسبوع كله ( متطلع ) .. لليوم ده ..

مستنيه ..

..

لما كبرت .. و بقيت (باتتطلع ) ليوم الأجازة عشان تنزل تلعب مع إصحابك ..

لو إنت أكيل .. و ب(تتطلع ) لمعاد الغدا و أكلة نضيفة ..

..

و لما كبرت و بدأت .. تحب .. و بقيت بتتطلع لكل جديد منها و فيها ..

إحساسك إن بكرة فى أكتر .. فى أحلى .. فى .. اجدد .. فى شىء مختلف ..

..

و أول ما بيدخل الروتين فعلاقتك الرومانسية .. (الروتين غير الإستقرار) .. بتبدأ .. تزهق .

————

فأى مجال علم أو شغل برضو .. نفس الشىء .

إنت فى الأول منبهر ..

و بعدين بتبدأ تتخطى المرحلة دى و تدخل فمرحلة الإعتياد ..

و بتنتهى فى المعتاد عند مرحلة .. الزهق و الركود .

إجابتى على بقى إزاى تتخطى المرحلة دى .. هى بنفس الطريقة اللى تتخطى بيها المرحلة دى أو تهرب منها فعلاقتك الرومانسية … عن طريق الـ :

————–

الإستثمار .

إنك تستثمر يعنى إنك تعمل خطوة النهاردة .. بكرة تجيبلك عائد أكبر ..

الأطفال و الخلفة .. نوع من أنواع الإستثمار فى العلاقات الرومانسية .

المشاريع و الأنشطة المشتركة ( بنا شىء معين مع بعض .. دراسة شىء مع بعض .. أى حاجة تسعوا فيها مع بعض .. ) بيكون إستثمار فى العلاقة دى … إنك تجبر عقلك إنه يفكر فى : … يا ترى بكرة إيه اللى حيحصل ؟! … ده بيعيد إحياء جزء كبير من الشغف فى العلاقة الرومانسية .

…..

و الإستثمار فى تعلم أى مجال جديد أو الشغل فيه .. نفس الفكرة ..

لما تبتدأ تحس إنك بدأت تعرف كل الخبايا بتاعت مجال معين .. أو إنه بطل يبهرك .. إبتدى رحلة جديدة فيه .. او بيه ..

مثلاً :

– فى الجرافيكس .. لما تبتدأ تحس إن شغفك بيشطب .. ( إعرض شغل ليك فأماكن و إنتظر رأى الناس فيها … أدخل مسابقات جديدة .. حاول تعلم حد .. ) .. إعمل أى شىء يخليك تسأل : يا ترى .. بكرة إيه اللى حيحصل ؟!! .

– فى البرمجة .. نفس الشىء ..

ماتوصلش نفسك أبداً لنقطة إنك ماتسألش نفسك : يا ترى بكرة إيه ؟! ..

لأن عند اللحظة دى عقلك حيبتدى يجرى ناحية أى حاجة جديدة تحيي الجزء ده فيه ..

——-

عند اللحظة دى .. هى .. أو المجال ده .. حيبدأ يحس إنك مهتم بيها .. و تدخل المرحلة اللى بعدها …

مرحلة الـ ….. : الإستقرار ..

والله أعلم .