أحد أفضل الحاجات اللى إتعلمتها فطفولتى أعتقد .. هى الشطرنج ..

فاكر أجازات إبتدائى و إعدادى .. و عدد ضخم جداً من الماتشات مع أخويا … و بعدين أجازات ثانوى و الكلية .. و عدد أضخم بمراحل مع الأصدقاء اللى عارف إنهم عارفين نفسهم كويس .. 

..

ممكن أتكلم بشكل مطول عن الشطرنج و أستعيد العشرات من الكتب اللى قريتها و درستها فيه .. بس اللى عايز أستخدمه من الشطرنج هنا هو مسمى بسيط جداً .. و هو ” الإستراتيجية “

..

الإستراتيجى : يعنى خطة بتبتديها و بتحطها عشان توصل لهدف نهائى “اللى هو تغلب فى الشطرنج ” .. و بتبدأ تحط إحتمالات و إحتمالات عشان توصل للهدف ده .. و ترسم خطوط فى الزمن و تعمل إستراتيجيات صغيرة مضادة تتأقلم مع إستراتيجيات الخصم و هكذا …

..

زماااااان و أنا صغير كان عندى حلم مجنون شوية .. و هو إنى أعمل الإستراتيجية ال ULTIMATE .. اللى أقدر أمشى بيها على خطوات معروفة كويس .. عشان أغلب الخصم أياً كان هو مين … يعنى بالعامية .. ” أقفل لعبة الشطرنج ” . تفكير جيمر صغنن بقى ..

..

اللى إكتشفته كل ما كبرت .. هو إن الأسلوب الأمثل فى الشطرنج .. هو إنك تلعب عشان توصل للوضع الأمثل اللى يوصلك للوضع الأمثل اللى بعده .. اللى يوصلك للوضع الأمثل اللى بعده .. و هكذا ..

يعنى ماتلعبش على إنك تموت الملك من أول خمس أو ست حركات .. لا .. إلعب على إن بعد خمس أو ست حركات .. يكون وضعك “إستراتيجياً ” أفضل من خصمك .. و إستغل إن خصمك ممكن يلعب على إنه يموتك بدرى فإنك تحطه فأكتر من مصيدة و هكذا ..

..

و بعد عدد معين من الحركات .. حتلاقى إنك فعلاً بقيت فوضع أفضل إستراتيجياً جداً جداً .. و ده بيخلي فكرة إنك تحاول تموت خصمك .. أسهل بكتيييييير أوى ..

..

..

طريقة اللعب دى ينفع تطبيقها على لعب كتير .. من أول PES لحد كوماند أند كونكار جينيرالز .. لحد ليج أوف ليجيندز ..

و الأكيد … إن بالنسبة لحد مش ستراتيجيست بطبيعته .. حيكره اليوم اللى لعب فيه مع حد زيي أو بيلعب بطريقتى … و حيكره اللعبة جداً ..

..

السبب

..

إنك لو بتلعب بالطريقة المصرية العتيقة بتاعت إنى أفضل أباصى الكورة على أمل إنها بالصدفة تيجى قدام الجون و هوب أشوط يمكن تيجي و يمكن لا … حتحس مع الستراتيجيست إنك بتلعب ضد كومبيوتر مستوى god level ..

و صدقنى .. أنا عارف الإحساس ده .. لأنى كنت باحسه كل مرة أتغلب من chess master أو قبل ما أقرر مثلاً إنى أدرس اللعبة .

خلال السنتين الأخارى .. بدأت فى التدريس ..

adobe products , programming , algorithm analysis and design

خلال السنتين دول قابلت و ما زلت باقابل تجارب مختلفة من الناس اللى راغبة فى إنها تتعلم الشىء اللى بادرسهلها “أياً كان من اللى فوق ” ..

و شفت إزاى ناس كتير .. أوى .. بتتعامل مع حياتها .. زى مع اللعب اللى ذكرتها فوق .. بالطريقة المصرية العتيقة فى اللعب ..

و هى إنه سايب نفسه الحياة تباصيه من مكان لمكان .. و مستنى اللحظة اللى تحصل فيها الصدفة .. و يدخل الجون ..

..

و الأهم .. إنه مش مقتنع إن أغلبية الناس اللى بتدخل إجوان .. بتدخلهم بناءاً على إستراتيجيات و خطط خدت وقت و زمن عشان تدخلهم .. مش بالصدفة إطلاقاً ..

..

اللى فات ده يمكن شوية كلام صغننين من جزء صغير من تجربة شخصية جداً مش بالضرورة إنها تنطبق على اللى بيقراه ..

لكن اللى فكرنى بكل ده .. هو إنى و أنا باسكرول فى التايم لاين بسرعة كالمعتاد .. قابلنى فيديو لكائن ما من اللى بيطلعوا فى التيليفيزيون المصرى .. و الديسكريبشن بتاعه هو ” ضحكت كتيييير جداً و مش قادر أبطل ضحك و ….. ” ..

لجزء من الثانية وقفت قدام الفيديو .. و بعدين كملت سكرولينج و الكلام اللى فوق ده بيتكون فدماغى ..

و إفتكرت من 5 سنين .. من ساعة ما الفيسبوك المصرى أصبح عبارة عن فصل إبتدائى كبير أوى .. أو قهوة شعبى كبيرة فحى شعبى قديم أعلم راجل فيها معاه شهادة ثانوى عام و بيقولوله أوساذ .

..

إفتكرت القرار اللى خدته بإنى أنضف الفيد بتاعى بالكامل من الحاجات دى …و فى المقابل .. الفيد إتملى بحاجات تانية كتير .. بتخلينى كل يوم أفتكر إنى i don’t know what i don’t know ..

..

..

أظن والله أعلم إن حسابنا حيكون أشد يوم القيامة ..

لأن إنسان العصور الأولى و الوسطى و ما قبل 1994 .. كان من حقه يقول أصلى ماعرفتش .. أو ماتولدتش فسيليكون فالى .. أو ….

لكن إحنا .. كان قدامنا الإختيار .. إننا نفتح أى حاجة على يوتيوب نفهم منها أى حاجة عن أى حاجة … أو إننا ……..

..

يعنى بذمتك .. المورد الوحيد اللى إنت تملكه و ليه تمن هو وقتك .. تروح رايح دافعه لحد بيضربك على قفاك و يديك مقابله شوية ورق جرايد مقطع مرشوش عليه شوية مية مجارى و يقولك إتفضل وجبة ؟!!!

ولا تديه لحد يديك مقابله وجبة حقيقية … و مش حيضربك على قفاك كمان ؟!!

..

الله يكرمك .. شوف وقتك بتقضيه فإيه