كنت متأكد إن ده حيحصل .. والله العظيم كنت متأكد ..

أصلها مش أول مرة .. و أكيد مش حتكون آخر مرة ..

فاكر كويس إن آخر مرة قعدت فيها قدام التيليفزيون منتظر بشغف الساعة 6 المغرب عالقناة التانية .. الوقت اللى كان بيتعرض فيه الفيديو كليبات الجديدة .. كان سنة 2002 .. و كنت مستنى بشغف التلات أغانى اللى كانوا بيمثلوا تالتة إعدادى بالنسبالى (فينو لهشام عباس , لو بينا إيه -شيرين وجدى , قد ما عمرى يطول – هانى شاكر ) ..

كنت و مازلت حافظ التلات أغانى بالكلمة .. للأسف ..

و بعدين جات أولى ثانوى .. ( أنا عايش و مش عايش )

..

جزء كبير من حياتى و تفكيرى أعتقد إتغير فى الوقت ده .. كنا دخلنا الدش (المركزى) .. و فجأة لقيت إن فى قناة زى دريم (الحمرا) .. شغالة كليبات 24 ساعة .. و حسيت إنى خلاص مش محتاج إنى أستنى الساعة 6 عشان أشوف الفيديو كليبات اللى باحبها .. و تدريجياً .. و مع الفائض من العرض .. توقف الطلب جوايا .. و بقي أى كليب جديد .. عادى .

دى تقريباً كانت الفترة برضو اللى عملت فيها إنتقال من الكتب العربى (إحسان عبد القدوس , ثروت أباظة , أنيس منصور … ) لمكتبة الثانوية العسكرية .. و كل ما فيها من كتب مترجمة .. و عشت أيام و ليالى مع ( موبى ديك , تولستوى , بيتر بان , … ) .

و دى كمان كانت نفس الفترة اللى دخل فيها الكمبيوتر بيتنا (2003 ) .. و فجأة لقيت عندى الفولدر اللى كان علي كل جهاز كمبيوتر من 2002 لحد 2010 (يوم ما مسحت الفولدر ده من على الهارد القدييييييم) تقريباً .. (أغانى عربى ) .. فولدر مليان بكل إنتاج الأغانى العربى من أيام حليم لحد مصطفى قمر و خالد عجاج …

..

و مع الفائض الضخم فى المنتج ده .. توقف بالكامل الرغبة فى طلب سماع الأغانى دى عندى ..

و بدأت أفتح فولدرات الأغانى و الموسيقات الأجنبى .. و لقيت عالم أكبر و أجمل بكتيييير ..

و بدأت أسأل .. إيه اللى بيدى قوة للمنتجات دى و ليه عليها طلب ضخم بالمنظر ده مقابل منتجات جودتها أعلى ألف مرة .. و متنوعة أكتر ( العربى قدام الأجنبى) ..

..

(ليلى نهارى – 2004 ) ..

..

الإجابة بدأت تيجى سنة 2006 – و مالو لو ليلة تهنا بعيد و سيبنا كل الناس – ..

أول مرة سمعتها كانت فحلقة عمرو أديب (أيام ما كنا بنشوفه) .. و هو بيكلم عمرو دياب يسأله على الألبوم الجديد بتاعه .. فعمرو دياب قرر يقول جملتين بس من الأغنية ..

و بعدين نسيت الموضوع و خلاص ..

لحد ما (زى كان معتاد ) .. و أنا فى البلاى سيتشن .. إشتغلت الأغنية .. و بعدين اللى بعدها .. و بعدين اللى بعدها ..

و زى أى طالب فأولى كلية لاجىء فمحلات البلاى ستيشن .. بدأت أحفظ الألبوم .. و فرحت جداً يوم ما عرفت أجيبه على موبايلى الأول ( سونى إريكسون ك 300 أى ) أبو ميمورى 12 ميجا ( أيون ميجا … بس ) .

أنا فاكر إنى عمرى ما قعدت فمحل نت أدور على الألبومات دى أو الأغانى دى .. همممم أمال إمتى إتزرعت الرغبة جوايا إنى أجيبه على موبايلى ؟!

..

2007 – الليلادى ..

الموضوع بالنسبالى أصبح مثير إنى أحاول أتتبع إمتى و إزاى بالظبط بيهاجمنى الفيروس أو الميم ده ( ريتشارد دوكينز إستخدم مصطلح الفيروس أو الميم فنفس المحتوى ) .. اللى هى فكرة بتنتشر زى الفيروس بالظبط …

فاكر كنت رايح لصاحبى عشان ينزل و نروح البلاى ستيشن .. و محل الطرح اللى جنب البيت مشغل الأغنية فى السماعات الضخمة .. و خلال ال5 دقايق اللى وقفتهم تحت بيت صاحبى .. كنت سمعت الأغنية 🙁 .

2008- إشتريت نوكيا 95 – 8 جيجا .. و معاه سماعات أصلية .. أحلى جهاز مناعة ضد الفيروسات اللى من النوعية دى .

2017 .. فى الجيم .. سايب سماعاتى فى البيت …

أحد الزملاء مشغل الموبايل على السماعات الكبيرة و أغانى الأبوم الجديد شغال ..

أنا بالعب بنش فلات (مش لازم نقول الوزن 😉 ) .. و سامع الحوار التالى ..

زميل أول (صاحب الموبايل) – أى هرى يا عم .. إيه الكلام اللى بيتغنى ده

زميل تانى – يا جدع كله بقى كده

و بيكمل الحوار بشوية ألفاظ مختلفة …

طب ليه ؟

و ليه لسة مكملين سماعه ؟!

fomo : fear of missing out >>

يعنى الخوف من إن حاجة جامدة أو حلوة أو مفيدة بتحصل فمكان ما .. و إنت مش معاهم فيها ..

فومو : أحد أهم المبادئ اللى بيتم إستخدامها فعالم التسويق عشان الناس تشترى .. تشترى بدون ما تفكر ..

الساحل – فومو

الألبوم الجديد – فومو

الفيلم الجديد – فومو

المسلسل الجديد – فومو

المطعم الجديد – فومو

….

المشكلة إن فومو .. بتأدى إن الفيروس يكون إتزرع خلاص .. و بيبدأ عقلك يطلب تانى و تانى .. لحد ما تنسى إنت ليه من الأساس و إزاى .. إتعديت .

و الله أعلم