إنتشر خلال اليومين اللى فاتوا الصورة دى …. حسستنى بمشاعر مختلطة .. اوى

الصورة دى (للى مش من دمنهور ) .. صورة محطة قطر دمنهور .. مكان إحتوى ذكريات الكلية ليا .. و كل ما يرتبط بيها من سيء و جيد و رومانسى و مغامرات و ……..

5 سنين ( هما 7 .. بس فى سنتين ماكنتش باروح الكلية الصراحة) بكل ما فيهم من ذكريات شاب مراهق فى أواخر التييييينز بتاعته و بدايات التوينتيز .

..

للى معندوش معلومات عن طبيعة المرحلة دى فحياة أى طالب دمنهورى كليته فإسكندرية .. خلينى أحكيلك شوية ..

الرحلة بالقطر من دمنهور لأسكندرية فى المعدل بتاخد 60 دقيقة بالظبط .. من لحظة ركوب القطر للحظة النزول منه .

+ ضيف عليهم وقت ذهابك لمحطة القطر نفسه ( 10 دقايق فى المعدل ) لو إنت من دمنهور نفسها

+ ضيف عليهم وقت ذهابك للكلية ( 20 دقيقة فى المعدل ) لو كانت كليتك هندسة زيي

بالتالى الوقت الكامل اللى إنت بتقضيه فى المواصلات ذهاباً و إياباً يومياً = 3 ساعات فى الحالة المثالية

أو 5 ساعات فى المعدل (مع وضع وقت إنتظار المواصلات فى الحسبان ) .

..

كلمة المعدل اللى باستخدمها لأنى ماحطيتش أى حساب خالص ل :

المواصلات الزحمة فى الشوارع , أعطال القطر المتكررة , حوادث (حاتكلم عنها) نسبة حدوثها كبيرة , …. الحاجات دى اللى بتخلى وقت المواصلات فيومك ممكن يوصل لفوق ال6 ساعات أحياناً .

أما عن طبيعة المواصلات نفسها فخلينى أتكلم ..

القطر بيعدى على مركزين فمحافظة البحيرة .. ( ابو حمص .. بعد 20 دقيقة تقريباً ) .. و بعدين ( كفر الدوار … بعد 20 دقيقة تانيين ) ..

مع كل وجليل إحترامى لأهالى بلادنا جميعاً .. إلا إن الواقع للأسف فرض علينا جميعاً فوقت أو فآخر إننا نلعن كل أهالى بلادنا دول .. السبب ؟ :

خلينى أحكى بالتفصيل ..

إنت بتقف على محطة القطر و إنت رايح الكلية لابس و متشيك و حاطط بيرفيوم و ملمع الجزمة و مسرح شعرك ..

و تدعى إن القطر ييجى فمعاده ..

القطر نفسه بييجى محمل من بلاد قبل دمنهور ( طنطا .. إيتاى البارود .. كفر الزيات .. و هكذا ) .. و قلما لما بيطلع من دمنهور نفسها ..

فلازم إنك تجرى جنبه عشان تلحق مكان تقف .. مش تقعد .. لأن كل الكراسى نسبياً إتملت خلاص فى المحطات السابقة .. فإنت بتدور على مكان مناسب (نضيف ) تقف فيه .

القطر بالمناسبة ريحته بول ..

مش أى حاجة تانية .. لا .. بوووووول ..

لأن فى المعدل .. مثانة الإنسان بتحتاج تتفضى كل ساعتين تقريباً .. و ده قطر .. و ناس كتير .. و مواصلات بالساعات .. و الحمامات بتاعته مقفوله أو متكسرة عشان العيال الصيع بتهرب فيها و بتعمل حاجات مش ولابد .. فالناس بتتصرف فنفس الحمامات دى برضو .. أو جنبها ..

و ماحدش بينضف شىء .. أبداً ..

إذن إنت بتبدأ تقرن فدماغك ريحة الذهاب للكلية .. بالبول .. بس .

و بعدين .. تيجى أبو حمص ..

القطر تذكرته بالمناسبة كانت من سنة 2006 لسنة 2012 (الوقت اللى كنت باركبه فيه ) على أتذكر بتساوى 2 جنيه .

أرخص أنواع المواصلات ..

إذن الفئة اللى كانت بتركبه معظمها من العمال الفواعلية اللى بيشتغلوا فى الفاعل فأسكندرية .. و جايين من المراكز بتاعت البحيرة ..

الفئة دى أطيب ناس .. و أجدع ناس .. بس الفقر و الضغط و الوجع و الجهل .. بيخلى طبيعتهم همجية جداً .. زى أغلب شعب الدولة اللى من العالم التالت اللى إسمها مصر .. للأسف .

و زى ما قلت إن القطر بيكون خلاص مافيهوش مكان للوقوف وهو طالع من دمنهور ..

فبالتالى الناس حتروح فين ؟ … بالظبط … فوق بعضها .. و فوق الناس .. و فوق أماكن وضع الشنط .. و فوق الكراسى .. و فى الحمامات (اللى فيها بول) … و فوق القطر ..

..

و بعدين كفر الدوار .. و إضرب اللى حصل فوق ده ف 10 ..

ليا ذكريات كتييييييير أوى فى البهدلة فى الجزء ده من العالم … ذكريات كاتبها و مدونها و ممكن أنشرها تباعاً فى المستقبل …. ده و أنا راجل فما بالك لو إنت بنت ؟!!!

و مع ذلك ..

أول ما شفت الصورة .. حسيت بحنين ضخم للأيام دى ..

و متأكد إن معظم دفعتى (و ناس أعرفها تحديداً ) كانت فى حالة عشق للأجواء دى .. و حست بالحنين برضو ..

السبب ؟ :

مش إنها كانت أجواء جميلة .. إطلاقاً .. أنا ماشفتش أصعب من الأجواء دى إلا فى الجيش ..

و لكن لأن دى كانت مرحلة شبابهم .. اللى المفترض إنها أجمل مراحل العمر .. و أكثر مرحلة هرموناتهم بتتفجر فيها ..

و ده اللى خلانى أفكر و أكتب البوست ده ..

لو أى شاب لسة حيدخل الأجواء دى سألنا .. حيتقال له .. ما كلنا عشنا الاجواء دى و حبيناها و طلعنا دكاترة و مهندسين و خلصنا كلياتنا .. ما تسترجل ياض ..

و ده أغبى شىء ممكن فى الوجود ..

إننا خلطنا إحساسنا بالحنين لشىء ما .. بإحساسنا بإنه صح .. و مش غلط .. و مش المفروض نسعى لتغييره بكل الأشكال ..

و دى حاجة بنكررها كلنا .. يومياً ..

فكر فكم الحاجات اللى بتعملها و إنت حاسس إنها صح مع إن عقلك ممكن يشوفها غلط .. لمجرد إنك بتحس تجاهها بحنين و حب ..

التقاليد ..

العادات و العاهات .. (فى الأفراح .. فى الأعياد .. فى المناسبات .. فى كل شىء ) ..

بل و فى العلاقات بيننا و بين الناس ..

علاقات كتير بنستمر فيها لأننا بنخلط بين إحساسنا بالحنين لفترة إنتهت .. و إنها صح أو غلط عشاننا ..

اللى أعرفهم كلهم نجحوا فحياتهم إنهم يوصلوا لسعادة حقيقية نسبياً بفضل الله ..

فهموا الحقيقة دى ..

الحياة فى الحاجة اللى بتسببلك حنين … مش سعادة ..

التفكير فيها و قرارك هل هى صح أو مفيدة أو لا .. و إكمالها أو إنهائها … هو ده اللى بيسببلك سعادة ..

والله أعلم .