الماتش الأولانى بالنسبالى شفت الشوط التانى منه صدفة .. كنت عند أهلى و لقيت والدى بيتفرج عليه و مندمج معاه بشدة .. فدخلت قعدت معاه و كانت النتيجة واحد صفر لريال مدريد (اللى بيكيه دخله فنفسه ) .. ففضلت أتفرج معاه و شفته لحد آخره ..

أنا مش متابع كورة مخضرم إطلاقاً .. فبالتالى كانت مفاجأة بالنسبالى إنى أعرف إن فى ماتش تانى بعد تلات أيام .. و إن الموضوع مهم و كبير و بطولة و كده .

بس كأى شاب إتولد و عاش فمصر .. الكورة ليها ذكريات محفورة فدماغى .. للأسف ..

يعنى بالنسبالى كانت دايماً ذكرى سعيدة للغاية مرحلة ثانوى عام .. لما كان ريال مدريد فيه خلاصة الخلاصة .. و إحساس إنهم فريق الأحلام بتاع فيفا 98 .. و زيدان و فيجو و راؤول و بيكهام و رونالدو … عمرى ما أنسى إحساسى لما كنت باشوف الخماسى ده قدام .

لكن لسبب ما مابقدرش أمنع نفسى من إن عقلى يفكر فحاجات كتير أثناء الساعتين بتوع أى ماتش باضطر أتفرج عليه ..

مابقدرش أمنع نفسى أتخيل ..

أتخيل كأن الحياة نفسها عبارة عن مباراة كورة كبيرة شوية ..

كنت حابقى بالعب فأنهى مكان فى الملعب ؟

فأنهى فريق ؟

و مين الحكم ؟

و مين الجماهير ؟

و مين المدرب ؟

مش أول مرة أتخيل الحاجات دى و أنا باتفرج على ماتش إمبارح مع والدى برضو .. دايماً كنت باتخيلها .. بس أول مرة يمكن أكتب عنها .

شئت أم أبيت .. إنت حياتك برضو مشابهه لمباراة كورة كبيرة ..

إنت بتحاول تدخل إجوان و تسرق الكورة من خصمك و تدافع وتهاجم .. و تكسر و تنكسر .

الشغلانة اللى إنت شغالها .. فى غيرك عايز ياخدها منك .. و إنت خدتها من غيرك

البنت اللى بتحبها أو متجوزها .. فى غيرك كان عايز ياخدها منك .. و إنت خدتها من غيرك

العربية ..

الموبايل ..

حتى دورك فى البنك أو فأى طابور ..

مكانك فى الحياة بكل ما فيه ..

فى ناس بتلعب معاك فى ففريقك .. و أحيان كتير .. جداً .. بيدخلوا إجوان فيك بالغلط .. بالظبط زى بيكيه ..

و فى ناس بتلعب ضدك .. و بتغيير عقد و شوية فلوس .. ممكن فريقك يشتريهم .. و يبقوا بيلعبوا معاك .

فى جماهير كتير بتشجعك ..

و جماهير أكتر بتفتى فحياتك و تقولك تلعب إزاى .. و هما قاعدين عالمدرجات عمرهم ما نزلوا ملعبك .

و طبعاً جماهير ضدك بتفرح لما إنت بتتكسر أو تتاخد منك كورة ..

فى ناس بتقع .. و تطلع مصابة ..

فى ناس بتعرف تاخد فاول و تخدع الحكم ..

فى ناس بتتظلم و تاخد طرد أو إنذار ظلم ..

لكننا كلنا بنكره لما حد بيوقف اللعب عشان يتخانق أو يجادل فقرار الحكم ..

كلنا عايزين اللعب يكمل ..

كلنا عارفين إن اللعيبة نزلوا الملعب و هما موافقين على كل قواعد اللعبة ..

فى حاجة إسمها projection .. يعنى إسقاط ..

مصطلح هندسى و بيتم إستخدامه فعلم النفس بشكل كبير .. جداً ..

معناه فى الهندسة .. إن إسقاط (أو ضل ) جسم معين على الحيطة .. بيدينا فكرة عن شكل الجسم ده .. فمثلاً .. الكورة إسقاطها على الحيطة = دائرة .. فده بيدينا فكرة عن شكل الكورة نفسها لو شفنا ضلها بس .

معناه فعلم النفس .. إن الإنسان أحياناً بيعمل إسقاط لمشاعره و أفكاره على حاجات قدامه فحياته .. و بيتعامل معاها بناءاً على مشاعره هو .. مش بناءاً على طبيعة الحاجة دى نفسها ..

– يعنى مثلاً إنت لو فيك عيب ضخم إنت دايماً بتنكر وجوده فنفسك .. و قابلت حد فيه نفس العيب ده .. إنت بتبدأ تحاكمه على العيب ده لأنك مش قادر تحاكم نفسك ..

– أو مثلاً أول بنت /ولد إنت حبيتها /حبيتيه .. غالباً بيبقى ده إسقاط لكم ضخم من المشاعر المكبوته جواك .. بتبخه عليها / عليه .. و تبدأ تحب المشاعر اللى إنت بخيتها دى .. مش الشخص نفسه .

لما باشوف رد فعل الناس على ماتشات الكورة … باحاول إنى أخمن ده إسقاط لإيه جواهم ..

بناءاً على الأسئلة اللى فاتت دى كلها .. تقدر تراقب رد فعل الناس اللى حواليك تانى على ماتش إمبارح … و تخمن ..

الموضوع ممتع جداً ..

والله أعلم .