إنه أنا مجدداً ..

“كل – إستحم – نم ” ..

نفس الثلاث كلمات الذين قالهم لى منذ 8 ساعات كاملين نمتهم كما لم أنم فى حياتى .. لأستيقظ على منظر ظهر البيدق بمواجهتى يقف فى منتصف غرفتى ينظر إلى الجدار الفارغ المقابل للسرير الذى أستلقى عليه ..

يقف كأنه جزء من أثاث الغرفة .. واضعاً يديه فى جيبى بنطاله كالمرة الأولى التى رأيته فيها .. لم يستدر ليتأكد من إن كنت إستيقظت أم لا .. بل لا أدرى كم من الوقت مضى وهو واقف كهذا .. بمجرد ما إستيقظ عقلى بعض الشىء ليستوعب الموقف .. قال نفس الثلاث كلمات ..

“كل – إستحم – نم ” ..

و قبل أن أسأل عن أى شىء لم يترك لى فرصة حتى لرفع حاجباى .. فتح باب الغرفة و خرج ..

إحتجت بضع دقائق لإستيعاب أحداث الأربعة و عشرون ساعة السابقة و إسترجاعها سريعاً لتذكر من أنا و ماذا أفعل هنا و من كان هذا الشخص فى الغرفة الآن .

ثم تذكرت ما تعنيه الكلمات الثلاثة الأخيرة التى قالها ..

لا أتكلم هنا عن المعنى الحرفى للأكل و الإستحمام و النوم ..

و لكن أتكلم عن معنى هذا مقروناً بما قاله لى من قبل ” إسمى البيدق .. و من الآن فصاعداً أنت أصبحت تابع لى .. أنا أمتلكك بالكامل .. لا يحق لك إتخاذ أى قرار .. أو حتى التفكير فى أى قرار إلا بقواعدى ” ..

هو يعنى إذن أن على ألا أفعل أى شىء سوى الأكل و التحمم و النوم ..

حسناً إذن .. لا أعتقد أن هذا شىء صعب على الإطلاق .. سأفعل هذا طالما الأكل متوفر دائماً كما ألاحظ الآن على المنضدة أسفل النافذة الوحيدة بالغرفة ..

و أنتظر .. أعتقد أن كثيرون يتمنون العودة لحياة مثل تلك .. طفل يأكل و ينام .. دون أن يقلق للحظة بكيفية توفير هذا ..

دائماً ما كنت أظن أن حياة السجناء رائعة حقاً ..

لم أشك للحظة أنى سأكون سعيد إذا توفر لى مأكل و ملبس و مشرب و مكان للنوم .. و لكن بدون الأعمال الشاقة أو الأوامر أو المواعيد الصارمة .. من لا يود أن يعيش هكذا ؟!

لا أعتقد أنى حبيس الغرفة أيضاً .. هو لم يغلق الباب خلفه و لم ينص على ألا أخرج أو أترك الهوستيل بالكامل حتى ..

و لكنى حقاً لا أرغب فى هذا على الإطلاق ..

لا أرغب فى رؤية أى شخص أو التعامل مع أى إنسان ..

فبعد كل شىء قبل أقل من أربع و عشرون ساعة كنت على  أتم إستعداد لتدمير كل هذا و أكثر .. لما سأرغب فى الخروج إليهم مرة أخرى إذن ؟

حسناً إذن .. هذه الغرفة ليست بهذا السوء .. لا يوجد تلفاز و لكنى أبداً لم أقتنى واحداً .. و كنت على تأكد كامل دائماً من أن التلفاز هو أفضل آداة لإعادة برمجة عقلك لتكون مجرد (إنسان مصرى آخر ) .. و تلك هى أقصى سبة يمكننى التفكير فيها .

لا يوجد أى كتب أو مجلات أو أى شىء ليشغل الوقت أيضاً .. لا أعتقد أن هذا شىء سىء على الإطلاق .. بالنسبة لشخص ميت كما أعد نفسى الآن .. لا يشغلنى بالتأكيد أى من المعلومات أو الأخبار فيها ..

إنه الصمت و الفراغ التام إذن ..

أمنية نصبو إليها جميعنا فى أكثر من وقت فى حياتنا .. لكننا نادراً ما نملك الجرأة على تحقيقها ..

تحقيقها يتطلب قطع كل الروابط بحياتنا العادية .. و هذا بالضبط ما يعنيه .. الموت .

هذا الهدوء و هذا الإحساس الرائع بعدم الإضطرار لفعل أى شىء على الإطلاق يغرينى حقاً للنوم ..

نعم كنت قد إستيقظت تواً من النوم .. و لكن هذا النوم الآن نوم من نوع مختلف ..

البارحة نمت لأنى كنت فى غاية الإرهاق الجسدى و العقلى و النفسى ..

نمت لأنى كنت فى أمس الحاجة لأن يفرز هرمونات النوم فى عقلى و جسدى ..

أما الآن فأنا أود أن أنام لأنه لا يوجد شىء آخر لعمله .. على الإطلاق ..

فليذهب عقلى إذن لأراضى الأحلام ..

..

كان هذا سريعاً ..

إستيقظت على صوت زحام الشارع ..

عجباً .. لم يبدو و أن الشارع له صوت على الإطلاق البارحة ..

بل أنى لوهلة ظننت و كأن الغرفة معزولة صوتياً عن العالم الخارجى ! .

لبضع دقائق قبل إستيقاظى الآن بدا و كأن الشارع نفسه قد أصبح جزء من الغرفة و ليس العكس ..

لا أعتقد أن حاسة السمع لدى قد أصبحت بتلك القوة منذ البارحة .. بل أن الأوقع أن جميع من فى الشارع قد قرروا على رفع أصواتهم فجأة ..

لا توجد ساعة فى الغرفة .. و الضوء القادم من النافذة لا يكفى لتمييز الوقت بالخارج على الإطلاق ..

تلك هى القاهرة .. قد تكون الساعة العاشرة صباحاً أو السادسة مساءاً .. ولن يمكنك التمييز من الأدخنة و الأتربة المكدسة فى سماءها ..

كم نمت إذن ؟ .. لا أدرى ..

“كل – إستحم – نم ” .. نعم أتذكر الآن مرة أخرى ..

حسناً حسناً .. سأفعل كل هذا .. فقط بعد أن أنام بضع ساعات أخرى .. أستحق هذا بعد كل شىء ..

لا أشعر بالنعاس .. و لا أشعر بالتعب .. و لكنى أرغب فى النوم .. أرغب في أن أتوقف بالشعور بأى شىء إطلاقاً ..

أهذا هو ما يرنو له متعاطو المخدرات ؟

أعلم أن المخدرات أنواع .. و أن ليست كل أنواعها تفقد الإنسان الشعور .. بل أن منها ما يوقظ كل مشاعر و عقل الإنسان كالكوكايين .. عدة أضعاف الكافيين .. و عدة أضعاف إنتكاسته أيضاً ..

بالتأكيد لا أرغب فى هذا الآن ..

حسناً إذن .. سأغرق نفسى فى تلك الضوضاء البيضاء القادمة من الشارع.. هذا المصطلح الذى يطلقه مهندسو الإتصالات على أى ضوضاء يرغبون فى تجاهلها لتمييز إشارات الصوت فى المذياع ..

لكنى لن أركز هنا إلا على صوت واحد .. صوت الصمت .. فقط ..

..

كم أكره هذا الحلم المشترك بين جميع البشر ..

هذا الحلم الذى تحلم به عندما تخبرك مثانتك أن عليك الإستيقاظ و الذهاب إلى أقرب مرحاض ..

تظل تحلم بأنك تجرى من حمام إلى آخر .. دون جدوى ..

كل مرة تذهب إلى حمام .. يخترع عقلك الغير واعى شىء ما ليجبرك على عدم التبول فى سريرك .. و إلا تصبح من تلك الفئة التى تتبول بالفعل فى سريرها .. لكنهم أيضاً يستيقظون للأسف ..

هل إذا كنت ميت حقاً كنت سأشعر بالرغبة فى التبول أيضاً ؟

لا وقت للسؤال الآن ..

إستيقظت بتلك الرغبة المميتة فى الذهاب للمرحاض حتى أنى لم أستوعب كم الساعة أو كم مضى على فى السرير إلا بعد 3 دقائق كاملة أفرغ فيها مثانتى ..

من الواضح أنه الليل ..

قد تكون الساعة السابعة مساءاً أو الرابعة فجراً .. لن أدرى بدون ساعة ..

عقلى متيقظ كقط جائع يطارد فأراً الآن ..

مجرد فكرة الدخول فى السرير للنوم ذاتها أصبحت تصيبنى بالإشمئزاز ..

غسلت وجهى سريعاً .. و أمام المرآه المتهالكة فى الحمام نظرت إلى هذا الوجه ..

بدا و كأن سنوات مضت منذ آخر مرة نظرت فى مرآة ..

“كل – إستحم – نم ” .. أتذكر الثلاث كلمات الآن .. و لكن عقلى لا يجد إستساغة لهم كما حدث فى المرات الأولى ..

لست جائع على الإطلاق ..

إنتهيت للتو من التحمم بسرعة إندهشت منها .. لم أدرك أنى قد تحممت إلا و أنا أتنشف .. إلى أين ذهب عقلى ؟ .. يحدث هذا مع العديد من البشر .. و يسألون نفسهم .. ماذا كنت أفعل للتو ؟ .. ماذا كان يفكر عقلى ؟! ..

لا أود النوم إطلاقاً ..

هدوء الشارع و الهوستيل يوحيان بأن الساعة الآن تتخطى منتصف الليل بكثير ..

الغرفة فارغة .. لا شىء لفعله إطلاقاً .. و لكن عقلى يشتعل كنار تبحث عن أى شىء يطفئ جوعها ..

إنه هذا الإحساس المؤلم برغبتك فى فعل شىء ما عندما لا يوجد شىء آخر لفعله ..

كثيرون يربطون بين هذا الإحساس و إكتئاب الأعياد و الأجازات ..

عندما يكون عقلك فى قمة نشاطه .. و لكن كل ما حولك خامل و فارغ و ساكن ..

كقط حبيس فى صندوق مغلق ..

فى السابق كنت دائماً ما أترك العنان لعقلى فى اللحظات المشابهة ..

أبحث عن أى شىء يطفئ ظمئه للإثارة .. ألغاز .. أفلام .. مسلسلات .. أبحاث .. قراءة ..

كمن يجرى فكل الإتجاهات فنفس الوقت بأقصى سرعة لديه يحاول أن يهرب من هذا الشعور المؤلم الآن ..

إلى أن ينهك عقلى من إرهاقه .. فيلجأ للنوم أو السكون كعقل معظم البشر مرة أخرى ..

لا أستطيع التحمل أكثر من هذا ..

لا أعتقد أن أكثر من نصف ساعة قد مضت منذ إستيقظت .. لكنها مضت كعشر ساعات بالتأكيد .. أشعر بالإختناق داخل الغرفة التى كانت تمثل ملاذ لى منذ أقل من أربع و عشرين ساعة .. لم تتغير الغرفة أو يتغير فيها شىء إطلاقاً .. لكن عقلى تغير .. جداً .

حسناً إذن .. أى قرار قد أكون وافقت عليه البارحة يبدو كهدف للكسر ببساطة الآن ..

أنا ؟ .. تابع ؟ .. لابد أنى كنت مجنون عندما وافقت على هذا ..

كل إستحم نم ؟ .. حتى الكلاب إذا لم تتريض و تخرج تصاب بالجنون و الإكتئاب ..

أنا لست سجين هنا ..

إمتدت يدى لفتح باب الغرفة و الخروج .. ثم توقفت ..

فى كل هذا النشاط العقلى الذى يدفعنى للخروج من الغرفة .. بمجرد ما إمتدت يدى لفتح الباب .. وجدت السؤال الأزلى يتردد فى ذهنى ..

ثم ماذا ؟

ماذا بعد أن تفتح باب الغرفة ؟ ..

أين تذهب ؟

ماذا تفعل ؟

أنت لست فى إحتياج لأن ترضى أى غريزة من غرائزك الأساسية الآن ..

أكلت و شربت .. إذن أنت لست جائع .. لا تشعر بالعطش ..

أنت لست مضطر للبحث عن ملبس أيضاً .. و الجو معتدل الآن .. لست تشعر بالبرد أو الحر ..

أتشعر بالرغبة الجنسية ؟! .. و ماذا إنت كنت تشعر بها ؟ .. لن يختلف شىء فى أفعالك نتيجة هذا ..

بالتأكيد لن تقدم على الزواج و تتزوج خلال دقائق لترضى رغبة جنسية الآن ..

و فكرة إستثمار وقتك و طاقتك فى مشروع طويل الأمد لإرضاء رغبة تأتى على فترات متقطعة و يمكنك الحياة بدونها .. يبدو الكثير من التفاؤل حقاً ..

أترغب إذن فى الوجود بين أناس آخرون ؟ .. المشاركة الإجتماعية ؟ .. أتشعر بالوحدة ؟

و ماذا إن كنت تشعر بها ؟ .. هل تشعر حقاً أن هؤلاء البشر السائرون بالخارج هم من تود الوجود معهم ؟ .. هؤلاء الذين ذكرهم البيدق بالعبيد ؟ ..

البيدق ؟ .. أين هو الآن ؟ .. هل أخرج لأبحث عنه ؟ .. كيف تبحث عن شخص مثله فى الأساس ؟ .. ماذا سيكون رد فعله إن خرجت ؟ ..

هو لم يهددنى أو يذكر أى عواقب لعصيانه منذ قابلته ..

ببساطة هو عرض بلهجة آمرة .. و أنا قبلت .. لم يكن عقلى فى قمة صفائه للتفكير فى عرضه بالتأكيد .. و لكنى عندما أفكر فى كلامه الآن .. و بهدوء .. أجدنى أرغب فى قبول أوامره مرة أخرى ..

أنا ميت ..

لسبب ما جعلتنى تلك الفكرة أهدى قليلاً .. حقاً أهدى كثيراً .. توقفت عن المشى كالأسد الحبيس فى أرجاء الغرفة .. و ذهبت لأجلس على السرير فى وضع مشابه لوضع اليوجا عاقد القدمين .

أغمضت عيناى لأتوقف عن الإحساس بضيق الغرفة و كآبة جدرانها ..

انا ميت ..

كل هذا النشاط العقلى و الرغبة فى البحث عن شىء ما يثير عقلى .. كلها أشياء فعلتها فى السابق .. عندما كنت حى ..

كنت أبحث كالمحموم عن شىء لا أعلمه ..

و أبحث فى كل شىء أجده و أقابله عن شىء يطفئ هذا الجوع .. فأجد كل ما فيه من نقص .. فأكرهه .. أبغضه ..

و أبغض كل من أشبع جوعه و رضى بتلك التفاهات التى لا تسمن و لا تغنى من جوع ..

كرهت دراستى .. لم ترضى عقلى .. و لم تشبع جوعى .. و لم تساعدنى أن أشبعه .. و لكنها ساعدت من رضى بها .. فكرهتهم أيضاً ..

كرهت أقرانى .. لم يقدموا أى شىء يطفئ ظمأى للإثارة العقلية .. كان الحديث معهم كالحديث مع الجماد .. بل أكثر مقتاً .. الجماد لم يرد بما يكشف غباءه و ضحالته .. فكرهتهم .. و هجرتهم .. ثم كرهت إشتياقى لكسر وحدتى بهم .. فكرهتهم أكثر ..

كرهت حياتى بكل ما فيها .. كراهية إزدادت كلما قابلت سعادة لم تسعدنى .. كلما قابلت حب لم أحبه .. كلما قابلت جمال لم أشعر به أو أستسيغه .. كلما رفض العالم عن تقديم ما يطفئ جوع عقلى أو إثارته .. كلما نقمت عليه أكثر ..

لن يمكنك أبداً أن تشعر بما شعرت به ..

لكى تشعر به لابد أن تكون أذكى من أن تكون سعيد ..

أكثر وعياً من أن تكون راضى أو قانع بما تقدمه لك حياتك ..

أنا ميت ..

الآن أتوقف عن مطالبة الحياة بتقديم أى شىء لى .. فأنا لست حى ..

أتوقف عن محاسبتها عن ما هى عليه الآن .. فأنا لست أنتمى لها ..

أتوقف عن الإهتمام بقواعدها أو أعضائها .. لن يفيدونى أبداً الآن .. و لا يملكون ما أبحث عنه ..

أنا ميت ..

عجباً ! .. تلك هى المرة الأولى التى أستوعب فيها تلك الجملة التى قرأتها ذات مرة ..

” يتوقف جوعك مع آخر لقمة فى ثلاجتك “

دائماً ما فهمتها أن جوعى لن يشبع حتى ألتهم كل ما يمكن أن تقدمه لى الحياة ..

الآن أفهم معناها الحقيقى ..

جوعى سيشبع فقط .. عندما لا يكون هناك ما شىء آخر لألتهمه ..

عندما تلقى ما بثلاجتك فى القمامة .. لن تشعر بالجوع مرة أخرى .. سيتوقف هذا الشعور عن الإلحاح عليك .. لأنه يعلم أنه لا سبيل لإشباعه ..

أنا ميت ..

تذكرت كلامه ..

” القاعدة الأولى فى الموت .. لا تسأل .. الموتى لا يسألون “

” القاعدة الثانية فى الموت .. لا تطلب المقابل .. الموتى لا يطلبون مقابل “

” القاعدة الثالثة فى الموت .. لا تتعجل العلم .. و عندما يأتى .. كن جاهز للتعلم “

أنا ميت ..

أشعر الآن بصفاء عقلى و ذهنى لم أشعر به طيلة حياتى .. السابقة ؟ .. أم المنتهية ؟ ..

فتحت عيناى بهدوء ..

الغرفة التى كانت كالسجن منذ دقائق .. فجأة أصبحت رحبة .. واسعة .. مريحة ..

لا أرغب فى الخروج الآن .. و لكنى لا أرفضه أيضاً !! .. توقفت عن ال .. رغبة ؟! ..

أحاول التفكير فى شىء قد .. أرغب .. فيه .. لكنى لا أجد ! .. أشعر بإكتفاء .. ميت ..

أنا ميت ..

كل ……. إستحم ……. نم ..

إتسعت عيناى فى ذهول فجأة عندما تذكرت تلك الأوامر الثلاث مرة أخرى ..

كم كنت أحمق ..

كنت فى قمة غضبى حينما ظللت أتذكر تلك الأوامر منذ دقائق لما يمثلوه من تحديد لما يمكن أن أفعله ..

شعرت كالسجين ..

الآن أدرك كم فى تلك الأوامر الثلاث من عوالم لم أطئها من قبل !!

كل ..

متى كانت آخر مرة فكرت فيها فيما آكل ؟

متى توقفت لآكل بهدوء لأميز طعوم ما آكله ؟! ..

متى نظرت إلى ما آكله و تأملته قليلاً ؟

متى كانت آخر مرة فكرت فيها أساساً .. لما آكل ؟ .. لما نأكل ؟!

متى كانت آخر مرة فكرت فيها كيف نأكل .. و لما نأكل بتلك الطريقة مثلاً .. ولا يتم شحن أجسامنا بكوابل كالأجهزة ؟ ..

لم أكن أبداً من محبى الفلسفة ..

دائماً ما كنت أفكر فى الجملة الشهيرة : أن الفلاسفة لا يأكلون التفاح بل يتأملوه ..

الآن أشعر بهذا الإحساس المميز .. إحساس من هو مقدم على مئات الأسئلة .. و عليه أن يجد الحل ..

كل ..

إستحم ..

نم ..

أمامى مهمة شاقة حقاً ..

***