الصفحات التالية و إن لم أكن جزء فى أحداثها .. إلا أن أصحابها قد قصوا على كل تفاصيلها لأسباب سأذكرها لاحقاً .. و دورى أن أتلوها على لسان أصحابها ..من وجهة نظر أصحابها ..

…………………

“عطشااان .. حاسس إنى عطشااان ” ..

و عرقان و مش طايق نفسى .. و لا ريحتى .. ولا دى ريحتها هى ؟! .. يا وليّة مكسلة حتى تاخدى دش يوحد الله كل كام يوم ؟ .. و إزاى ؟! .. لازم تطلعنى أنا الغلطان و تقوللى أجيب تكييف عشان مانعرقش بس من النوم .. أجيب تكييف منين يا وليّة ؟ .. يا رب .. حلّها من عندك يا حلال ..

و آدى قومه .. يوم جديد فزحمة و قرف و عرق و تعب ..

هو أنا مت و دخلت النار إمتى بس يا رب ؟ ..

قمت من على سرير متهالك .. ليس بسبب الزمن .. أو الإستخدام إن كان هذا ما خطر ببالك .. و لكن بسبب الأوزان النائمة فوقه .. يجب عليهم فى محلات العفش أن يكتبوا على الأسرّة أقصى وزن يمكن أن تتحمله .. و كالعادة .. الوزن الثقيل يلزم اليمين .. قالها ناظراً إلى زوجته النائمة  على يمينه ..

ثم إرتدى شبشبه  و مشى خارجاً من الغرفة .. “عطشااان” .. ذهب إلى الثلاجة و فتحها ليجد أربعة زجاجات مياه غازية عفا عليهم الزمن يتم إستعمالهم فى تعبئة المياه منذ سنين .. فارغين ..

فأعلى صوته “ألف مرة أقول اللى يشرب من إزازة يتنيل يملاها قبل ما يحطها فى التلاجة ” .. و كأن حنجرته لم تتحمل هذا المجهود المفاجئ .. فسعل بشدة .. مما زاد إشتياقه للمياه فى تلك اللحظة .. مشى متثاقلاً إلى الحمام ففتح الصنبور و مد فمه إليه .. فقط ليسمع صوت الهواء معلناً عن إنقطاع المياه .. فنظر فى بؤس للمرآه المتهالكة فوق الحوض .. ذقن لم يتم حلاقتها منذ فرح إبن صديق له منذ تسعة أيام .. عينان مرهقتان ..

أفرغ مثانته و إرتدى بنطال مرمى بإهمال على شماعة .. و قميص كاروهات يعلن عن تاريخ صنعه برداءة ألوانه .. و خرج دون أن يلقى كلمة صباح الخير على أولاده الغالق كل منهم غرفته –  المكان الذى إحتله بوضع اليد من الشقة – على نفسه .. حيث إحتلت رجاء ذات ال 18 عام أحد الثلاث غرف فى الشقة التى ورثها أحمد راضى عن ابيه .. و إحتل راجى توأم رجاء الغرفة الثانية .. و إكتفى رامى الأصغر ذو ال15 عام بتقفيل أحد شرف الشقة الثلاث .. و أطلق عليها منطقة محظورة ممنوع الإقتراب و التصوير .

لم يدر أحمد راضى إذا كان سبب عدم رغبته فى رؤية أولاده الثلاث هو خوفاً من أن يطلبوا شيئاً لا يستطيع أن يحققه .. أو خجلاً منهم إن لم يطلبوا علماً بقدراته .. أو كرهاً لحياته التى يمثلون هم أحد أكبر أجزائها .. لكنه لم يعتد أن يطيل التفكير فى مثل هذه الأشياء ..

حيث على بعد خطوات من الشارع الذى يحتوى منزله .. و بينما كان أحمد سائراً ناظراً فى الأرض .. إقترب منه أتوبيس نقل عام بدون أن يبطئ سرعته على الإطلاق … و على بعد أمتار قليلة .. بدا و كأنه يقصد إنهاء حياة أحمد راضى .. إلا أن قبل أن تنتهى قصته عند تلك النقطة .. جرى راضى إلى الأمام مع إتجاه الأتوبيس ثلاث خطوات بالعدد .. ثم مد يده اليسرى ليمسك بالماسورة المعدنية للباب .. ووضع يده الأخرى فى جيبه .. و قفز ..

بإمكانك أن تتعجب كثيراً كيف لشخص لا يمتلك أى مقومات جسدية أن يقوم بهذا التسلسل من الحركات المعقدة .. إلا أن وظيفة أحمد راضى ككومسرى أتوبيس نقل عام لمدة 15 عام جعلت منه خبير فى هذا المضمار .. و مع قفزته .. وضع أول قدم على أول درجة من سلم الأتوبيس .. و بمجرد دخول القدم الأخرى .. بدا و كأن راضى تحول ..

بدا و كأن هذا هو موطنه الأساسى .. تماماً كسمكة تختنق فى الهواء .. فما إن وضعتها فى ماء .. إنطلقت و كأنها تم بعثها من جديد ..

بين طلبة حاملين حقائبهم من مختلف الأعمار و الأجناس .. إلى رجال و نساء ذاهبين إلى أعمالهم .. إقتحم أحمد هذا العالم و كأنه يسير فى ترهة منزله .. لا يثنيه للحظة أنه لا مكان بالفعل فى الأتوبيس لقدم إنسان أن تتحرك .. حيث أنه بدأ يسبر أغوار هذا الأتوبيس المتهالك ملقياً تلك العبارة التى يحفظها جميع من يعملون مهنته و كأنها قسم المهنة .. ” العربية ورا فاضية يا خواننا ” .

قالها عابراً إلى السواق آخذا منه دفتر تذاكر الأتوبيس ليبدأ الرحلة اليومية فى جمع قيمة التذكرة من كل راكب .. كل إنسان .. و لكنه توقف منذ زمن بعيد عن رؤيتهم كذلك .. كبشر .

توقف منذ زمن بعيد عن ملاحظة ماذا يرتدى هذا الرجل أو ماذا تفعل تلك الفتاة .. كأنه كون مناعة ضد البشر نتيجة لتلاحمه الدائم معهم على مدار 15 عام .. بالنسبة له أصبحوا مجرد .. تذاكر .

عليك أن تتحلى بطاقة هائلة كي تتحمل هذا الكم من العرق و الزحام فى القاهرة .. فما بالك بداخل صفيحة معدنية كأتوبيس نقل عام ..

لهذا .. ليس من المعتاد أن يلاحظ أو حتى يرغب أحمد راضى فى أن يلاحظ أى من هؤلاء كتل اللحم و الماء المسمون بالبشر حوله ..

و لكن .. عندما يتكرر زبون بعينه لمدة طويلة .. فبالتأكيد يبدأ هذا الزبون بحفر مكان له فى إنتباه أحمد راضى .

خاصة و أن هؤلاء الشخصان ذاتهم لا يفارقان الأتوبيس حتى يفارقه راضى نفسه .. كل يوم .. منذ فترة إزدادت عن الأسبوعين الآن ..

يرتديان نفس الملابس كل يوم .. أو أنهم لا يخلعوها أبداً ؟ ..

أحدهم يبدو مصرى حتى النخاع .. شاب عشرينى متأفف متردد يبدو عليه كل مظاهر هذا الزمن من إحباط للشباب .. يرتدى نفس التيشرت و البنطال يومياً .. إن كان يميزه شىء واحد .. فيميزه هذا المظهر الدائم و كأنه لا يود أن يكون هنا .. كأن هناك من يجبره على البقاء فى هذا جحيم النقل العام هذا أكثر من 8 ساعات يومياً .. على نفس الكرسى  .

أما الآخر فكان من الصعب تمييزه قليلاً .. يرتدى ملابس توحى لك أنها بيضاء ولكنها ليست بيضاء بالتأكيد .. هناك هؤلاء الشباب أو البنات الذين يرتدون ملابس بيضاء تجعلنى دائماً أتسائل كيف يظنون أنهم سيعودون بها بيضاء فى هذا البلد الذى يلوث حتى الأحلام ؟

أما ملابسه هو فلم تكن بيضاء .. بل أقرب منها إلى الرصاصى الباهت .. و لكن شىء آخر به كان أبيض ..

عندما يتذكره راضى كل يوم لمدة لحظات بعد ما يفارق الأتوبيس و يعود بيته .. يتذكره .. أبيض ..

لو كنت سألت راضى حينها عنه .. كان ليقسم أنه ليس مصرى .. ليس بسبب ملامحه .. هو ليس أوروبياً او أمريكياً بالنسبة لراضى .. و لكن عيناه .. عيناه كانت فيهما نظرة .. لا ينظرها مصرى فوجهة نظر راضى ..

فى يوم آخر كان من الممكن أن يستمر راضى بالتساؤل و التعجب .. و لكنه اليوم لم يمتلك هذا القدر الكافى من الرفاهية .. العطش الذى لم يرتوى منذ قام من نومه اليوم بدأ فى الصراخ بداخله مجدداً .. صراخ يصمت أى أفكار أخرى بجانبه ..

يصرخ عطش راضى بداخله : ألم يكن من المعتاد أن يحضر عم حسن – السواق – معه زجاجة مياه ؟ .. لم اليوم دوناً عن أى يوم يقطع تلك العادة ؟ .. النهاردة مش صيام ! .

يسأل الناس : محدش معاه بق مية ياخواننا  ؟! .. و لكن أحداً لم يلتفت إليه .. معظمهم أساساً سمعه كأنه يسأل : محدش معاه فكة ياخواننا ؟

فى حياة الناس عموماً قليلاً جداً من ينظر للكومسرى كإنسان .. بالنسبة لهم هو مجرد لحظة جمع التذاكر .. و بعدها يختفى .. و نادراً من يحاول البحث عنه إذا لم يجده الكومسرى أولاً .. و مهما كانت قيمة التذكرة تافهه .. يشعر بنصر و نشوة عند هربه من دفع قيمتها ..

لن تجد أبداً طفل صغير يتمنى أن يكبر ليكون كومسرى .. الكل يكره الكومسرى ..

الحياة نفسها شكل الكومسارية فيها توقفوا عن جمع التذاكر .. أو توقفوا عن الإهتمام بجمعها .. و توقف الناس أيضاً عن الإهتمام بأين تذهب حياتهم نفسها .. فلم يهتمون إذن بدفع قيمة التذكرة ؟!

زحام و عرق و خنقة و دوشة …

السائق يعلى صوت القرآن فى السماعات ليغطى على أصوات الزحام و موبايلات الراكبين ..

بدون أن يلتفت خلفه أعلى راضى صوتاً مبحوحاً محشرج ” ريح عند بتاع العصير يا شيخنا ” ..

و بدون حتى أن ينتظر ليتحقق إن كان سمعه عم حسن السواق أم لا .. إقترب أحمد راضى من باب الأتوبيس و ما إن إقترب الأتوبيس من محل العصير .. حتى قفز بخبرة السنين من الأتوبيس بعجلة تباطئ عداء محترف .

و بدأ فى الشعور بإقتراب هذا الكوب المثلج المشبر من الماء البارد ..

عجيب هو الإنسان فى إحتياجه لأى شىء .. خصوصاً فى الماء ..

عندما تكون فى قمة عطشك .. يبدو و كأن كل شىء آخر فى العالم أصبح فى قمة التفاهة .. يصغر كل شىء آخر بجانب بضع رشفات من ماء .. اى ماء حتى ..

و عندما تمتلئ مثانتك على آخرها .. يبدو أن كل شىء آخر فى العالم قد أصبح فى قمة التفاهة .. بجانب أى مكان تقضى فيه حاجتك .. أى مكان .

و ما إن أصبح راضى على بعد خطوات من باب محل العصير .. حتى وجد راضى يداً تربت على كتفه ..

بالتأكيد ليس هذا هو الوقت المناسب إطلاقاً لإيقاف شخص مثل راضى فى موقف مثل هذا ..

و كان راضى على كل إستعداد لإثبات صحة العبارة السابقة و هو يستدير للصراخ فى صاحب اليد الممسكة بكتفه الآن ..

و لكن بمجرد إستدارته وجدها يد الرجل ذو الملابس الشبه بيضاء ..

لم يكن راضى بليغاً بالتأكيد لصياغة الأسئلة التى كانت تدور فى عقله فى تلك اللحظة ..

و لكن نظرة عيناه كانت كافية لسؤال ألف سؤال ..

إلا إن عقله توقف عن التساؤل بمجرد أن سمع أول كلمات ألقاها البيدق على مسامعه ..

بتكره حياتك قد إيه ؟ ” ..

يقولون عند موت الإنسان أو عند إقترابه من حافة الموت بدرجة كافية .. تومض حياته سريعاً أمام عينيه ..

إذا كان ما تذكره راضى فى تلك اللحظة هو كل المواقف المميزة و المحددة لحياته .. إذن فأحمد راضى يقترب من الموت جداً الآن .. أو لعله فعلياً .. مات ..

تذكر راضى حياته بما فيها من فشل ..

فقر ..

تعاسة ..

عجز ..

ولعل إجابته على سؤال البيدق من أصدق اللحظات بينه و بين نفسه منذ زمن .. ” بكرهها جداً ” .

و بدون أن يترك له البيدق لحظة أخرى للتفكير فى غرابة أن يستوقفه غريبين فى الشارع ليسألوه هذا السؤال .. كال له السؤال الثانى :

طب عايش ليه ؟

رد راضى بعدوانية و قد بدأ يتمالك أفكاره ” أمال أولع فنفسى و أموت كافر ؟ .. وسع يا جدع ” .. قالها و هو يحاول إبعاد يد البيدق عن كتفه ..

لم يبد و كأن البيدق ينوى على مقاومة محاولة راضى لدفع يده أبداً .. و بدت منه نظره للشخص الواقف بجانبه بدت للحظة كأنها نظرة تهكم .. ثم عاد قبل أن يكمل راضى إستدارته لمحل العصير و أمسك بكتفه مرة أخرى .. تلك المرة كانت يده تقبض على كتف راضى ككماشة .. قبضة كافية لوحدها أن تثير غضب راضى .. إلا أن البيدق أعقب قائلاً بكل جدية :

لا طبعاً .. بس حتوافق إنى أقتلك ” ..

كان راضى على أتم إستعداد لإستدعاء كل تلك الخبرات المتراكمة بداخله ككومسرى أتوبيس نقل عام للعراك مع هذا المجنون الذى يقول مثل هذا الكلام .. إلا أن جملة واحدة قالها البيدق غيرت مجرى تفكيره فى لحظة :

دى آخر فرصة

شىء ما فى الطريقة التى قال بها البيدق تلك الجملة .. و فى نظرة عينيه .. جعلت راضى يتوقف عن إستعداده للعراك .. و سأله فى المقابل : ” إنت عايز إيه بالظبط ؟”

  • ” أعطيك الفرصة إنك تعيش قبل أن تموت ”

= ” مقابل إيه ؟! ” .

  • “حياتك ”

نظرة راضى الغير مستوعبة كانت كافية ليكمل البيدق :

  • ” اللحظة اللى حتوافق فيها إنك تتبعنى .. حيكون عليك إنك تنسى كل حاجة عن حياتك اللى فاتت .. مراتك .. عيالك .. بيتك .. أهلك .. فلوسك .. كل ده حتسيبه .. حتنساه .. مش حتقلق بيه تانى .. الكلمة الوحيدة اللى حتسمعها هى كلمتى .. الأمر الوحيد اللى حتطيعه هو أمرى .. أكلك .. بأمرى .. شربك .. بأمرى .. حياتك .. ملكى ”

لو كان نظر راضى الآن إلى الشخص الآخر الواقف بجانب البيدق .. لأثار إنتباهه دهشته المتزايدة منذ اللحظة الأولى للحوار .. و فمه الذى ظل ينفرج فى دهشة و إستغراب .. حتى بدا و كأنه فقد السيطرة بالكامل على فكه السفلى الآن ..

إلا أن تركيز راضى بالكامل كان أسير البيدق الآن .. حاول أن يعيد راضى ما قاله البيدق الآن و لكن بلغته قائلاً .. ” يعنى حامشى وراك و أبقى بتاعك بالكامل لمجرد إنى باكره حياتى ؟! ” …

رد البيدق ببساطة “بالظبط ”

الصمت فى عينى راضى كان أبلغ دليل على مدى تهالك النفس التى يبدو لها عرض مثل هذا مغرى .. نفس لو زهدها صاحبها منذ زمن بعيد جداً .. نفس تغذت على الأفكار المتعفنة .. و الأحلام الرخيصة .. و العقائد المزيفة ..

كأنه يحاول المفاوضة أو الفصال .. سأل فى تخاذل ” طب أقول إيه للعيال و أمهم ؟ ” ..

إلا أن البيدق لم يجب .. لم يتظاهر بأنه لم يسمع .. و لكنه لم يجيب .. و لم يغير نظرة عينيه حتى .. هو عرض ثمن مقابل سلعة .. و لن يفاصل .

——- أروى أنا مجدداً الآن ——–

دقيقتان كاملتان من الصمت ..

دقيقتان كاملتان بدا و كأن العالم قد توقف لهم .. البيدق الممسك بكتف راضى ..

دقيقتان كاملتان .. مجموع عليهم 8 دقائق .. تلك الثمان دقائق التى إستغرقهم الحوار السابق منذ لحظة وضع البيدق يده على كتف راضى ..

10 دقائق إذن ..

10 دقائق التى إستغرقهم البيدق ليقتل شخصاً ما أمامى بمجرد الكلام .

أنزل البيدق يده من على كتف راضى ليضعها فى جيبه كاليد الأخرى ..

ثم إستدار و بكل هدوء .. و بدون أن تبدو لهجته آمرة على الإطلاق .. قال ” هيا ” ..

لم أسأله إلى أين .. أو ماذا سنفعل .. أو ماذا عن راضى حتى ..

بكل بساطة .. و فى شارع لا يفرقه أى شىء عن كل شوارع القاهرة الكبرى .. إستجاب لنداء مجهول بالكامل رجلان ..

تركا كل حياتهما السابقة .. احدهما برغبته الخاصة .. و الآخر لم يحتاج سوى 10 دقائق ليتركها ..

يسيران خلف رجل لا علم لهما عنه على الإطلاق .. و لم يقدم لهم أى وعد أو ضمان ذو معنى ..

فقط أعطاهم سبب ..

سبب ليقتلوا أنفسهم القديمة ..

و عندما نظرت إلى راضى .. تأكدت أن الشخص السائر بجانبى لم يعد على قيد الحياة التى يحياها باقى البشر حولنا ..

الشخص الذى قفز من أتوبيس نقل عام فى منتصف الشارع ليظفر بشربة ماء ..

ترك محل العصائر خلفه و بدأ بالسير فى طريق لا يعلم عنه شىء على الإطلاق ..

لم يتغير فيه شىء قط .. إلا شىء واحد فقط .. شىء واحد يكفى لأن تراه كإنسان مختلف بالكامل .. نظرة عينيه ..

من ينظر فى عينيه الآن قد يقسم أن هذا الرجل قد ألقى حملاً ثقيلاً جداً للتو ..

نظرة جعلت عدد الأسئلة فى عقلى يتكاثر بمعدل أضخم ..

تعجب لوهلة من نفسى .. منذ أسبوعين فقط كنت قد توقفت عن الإهتمام بأى و كل شىء .. و على أتم إستعداد لإنهاء حياتى ..

الآن ..

قد أقامر بحياتى نفسها .. لأعلم أى إجابة على أسئلة مثل ..

هل كان أى شخص آخر ليقبل كلام مثل كلام البيدق ؟

هل راضى كان هو هدف البيدق خلال طيلة الأسبوعين الماضيين جالسين فى أتوبيس النقل العام ؟

كيف إختاره و لما إختاره البيدق ؟

من هو بالضبط هذا البيدق ؟

ماذا يفعل .. ماذا يريد .. ماذا ؟؟

***