بالتأكيد لم يستمر باقى الأسبوعين على نفس الوتيرة ..

و لكن ليكون بإمكانك فهم ما أفهمه الآن .. يجب على أن أقص عليك ما حدث مع ” راضى ” بعدما “قتله” البيدق بمنتصف الشارع .. و ما تلى ذلك فى اليومين التاليين .. قبل أن أعود لأخبرك بتفاصيل أكثر عن حياتى فى تلك الغرفة فى الهوستيل على مدار الأسبوعين السابقين لهذا .

لم يكن ما حدث مع “راضى ” بالتأكيد شىء عادياً أبداً ..

أن يستوقفك شخصان فى منتصف الطريق .. ليتحدثا معك لبضع دقائق .. فتقرر فجأة أن تتبعهم بدون إعتراض قط .. و تترك كل حياتك السابقة بدون التفكير فيها مرة أخرى … هذا ليس معتاداً على الإطلاق ..

و لكنك ستتعجب إن حاولت فعل هذا حقاً ..

هناك مقولة معروفة .. أن بإمكانك الحصول على أى شىء تريده .. فقط إذا علمت كيف تسأله أو تطلبه ..

و هناك العديد من التجارب الإجتماعية الشهيرة .. عندما يتم إيقاف شخص عادى فى منتصف الشارع و طلب شىء فى غاية الغرابة منه .. شىء لا يتوقع أن يتم سؤاله عنه إطلاقاً .. و تكون النتيجة أنه يوافق .. ببساطة ..

جزء من السبب علمياً هى حالة عدم الإتزان التى يتسبب فيها طلب شىء ما غير إعتيادى من أى شخص .. و إحساسه بالضغط و الرغبة فى التخلص من هذا الضغط سريعاً بأن يجبره عقله على إتخاذ أسرع الطرق فى الخلاص من هذا الموقف الغير معتاد ..

فإذا كان سؤالك لطيفاً بما يكفى بحيث لا تثير رد فعل عدوانى في هذا الشخص .. بإمكانك حقاً الحصول على أى شىء تريده .

و لكن البيدق لم يكن لطيفاً أبداً ..

بل كان قاسياً إن وجب التوصيف ..

و مهما كانت حالة عدم الإتزان التى تسبب فيها كلامه لراضى ..

يظل الطلب نفسه “نسيان حياتك السابقة بالكامل ” شىء لا يتقبله العقل البشرى كشىء معتاد ..

إلا إذا كان لديك إستعداد قوى مسبق لإتخاذ قرار مشابه ..

قرار بإنهاء حياتك بالكامل و عدم التمسك بأى شىء فيها على الإطلاق ..

قرار أعلم جيداً كيف يكون العقل حين يتخذه ..

و لكن كما يقولون .. بعد السكرة تأتى الفكرة ..

أو بعد أن يسترد الإنسان بعضاً من إتزانه .. يأتى له رشده مرة أخرى و يبدأ بالتفكير بشكل منطقى فى موقفه ..

بدأ راضى فى التململ قليلاً و التباطئ فى مشيته ..

ثم بدأ بالتفوه بالكلمات التى كنت فى إنتظارها منذ بدأنا فى المشى ..

“إحنا رايحين فين بالظبط ؟! “

و كما توقعت تماماً .. لم يبد و كأن البيدق سمع أى شىء .. لم يغير من سرعة خطاه إطلاقاً .. و لم يتغير فى مشيته أى شىء على الإطلاق ..

ما زال يسير بخطى سريعه ثابته واثقة .. كمن يعلم جيداً أين ذاهب و متى يجب عليه أن يصل هناك ..

كمن يسير على خطة تم وضعها من قبل و لن يتغير بيها شىء إطلاقاً ..

لم يؤثر هذا على راضى بعد .. لم تصل مقاومته لمرحلة كافية أن يقاوم هذا القدر من الثقة بالنفس لدى البيدق ..

لذا لم يقل شىء آخر حينما إستقلينا سيارة أجرة إلى موقف عبود .. أحد أشهر مواقف القاهرة و أماكن تجمع مواصلات منها و إلا جميع المحافظات الأخرى ..

و لم يقل شىء أيضاً حينما توجه البيدق و نحن خلفه إلى أحد السيارات فى أقصى أركان الموقف ثم ركب ثلاثتنا فى آخر ثلاث كراسى فى مؤخرة السيارة الميكروباص .. لن أتعجب إن وقف بجانبها سائقها بعد قليل يصيح ” نفرين زحل .. نفرين زحل ” ..

إلى أن سمعت أحد الراكبين يسأل السائق .. “بكام الواحات يا ريس ؟ ” ..

نظرنا فى نفس الوقت أنا و راضى إلى البيدق الجالس بمنتصفنا .. لكنه .. و للمرة الأولى منذ قابلته .. رأته مغمض العينين و قد ألقى رأسه إلى الخلف نائم فى ثبات عميق ..

و للمرة الأولى أيضاً نظر أحدنا أنا و راضى إلى الآخر ..

نطرة ملأها من الأسئلة ما يعادلها فقط إحساس واحد ملأنى و أعتقد أن راضى أيضاً شعر به ..

إحساس الإطمئنان ..

أنى لا أمر بتلك الأحداث بمفردى ..

و أنه أيضاً لا يمر بتلك الأحداث بمفرده ..

هذا الإحساس البدائى الأصيل فى النفس البشرية .. مهما كانت جحافة التجربة التى تمر بها .. يقل فزعك و هلعك بأكثر من 50% إذا وجدت أن هناك من يشاركك نفس التجربة ..

لهذا السبب تزداد نسب الإرتباط أعتقد فى المجتعات ذات النسب الأعلى من المشاكل .. فى حين تقل فى المجتمعات التى حلت الكثير من تلك المشاكل ..

المتاعب تحب المشاركة كما يقولون إذن ..

لكن لم يجرؤ أحدنا على التفوه بسؤال للآخر .. فبعد كل شىء .. مازال راضى لا يعلم أى شىء عنى إطلاقاً أو حتى سمع صوتى ..

و ما زلت لا أعلم عن راضى إلا ما جرى أمامى من أحداث منذ قابلته مع البيدق .. و لا يكفى هذا إطلاقاً أن يكون هذا نواة أى حديث بيننا ..

*****

فى تلك الأثناء , و بينما ينطلق بنا نحن الثلاثة ( أنا و البيدق و راضى ) ميكروباص من القاهرة الكبرى إلى الواحات فى رحلة لا يعلم عنها أى شىء على الإطلاق ثلثى راحليها .

ما يلى و إن لم أكن جزء فى الأحداث .. إلا أن أصحابها قد قصوا على كل تفاصيلها لأسباب سأذكرها لاحقاً .. و دورى أن أتلوها على لسان أصحابها ..من وجهة نظر أصحابها ..

*****

” إيل , سوليي , أوسيان , فيغ ” ..

” إيل , سوليي , أوسيان , فيغ ” ..

” إيل , سوليي , أوسيان , فيغ ” ..

هذا يعنى بالعربية ” جزيرة , شمس , محيط , أخضر ” ..

***

…..

” تروا … دو … آن .. زيغو ” .. إستمتع إذن بشاشة أخرى مضاءة ..

طبعاً نورت .. بإمكانك أن تثق فى عندما يتعلق الأمر بالإلكترونيات و الكهرباء .. هناك أشياء كثيرة فى الحياة لا أعرف عنها شىء .. إلا أن عندما يتعلق الأمر بجهاز كهربى أو إلكترونى .. بإمكانك أن تعتمد على بالكامل ..

لماذا لا أذكر الماكينات و الأجهزة الثقيلة ؟! .. ظننت أن هذا واضحاً ؟ .. إذا كان بإمكانك القيام بجراحة مخ و أعصاب على أعلى درجة من الدقة و الخطورة .. هل ستشرح أيضاً أنك يمكنك تجبير الأذرع و الأرجل  ؟

دائماً ما كنت أقولها أيام الكلية .. و دائماً ما سأقولها ..

بإمكان مهندس الإلكترونيات أن يصبح مهندس ميكانيكا متى أراد ..

و لكن مهندس الميكانيكا عليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يمسك بمكواة  لحام قصدير أو يقف أمام لوحة برمجة ذراع إلكترونى .

و بالطبع مع كل مرة و مع أى نجاح ولو ضئيل كإعادة شاشة كتلك إلى الحياة .. لابد أن يستيقظ هذا الجزء فى عقلى الذى تشبع بكلمات أمى .. ( إذا إهتممتى بالمكياج و زينتك عشر إهتمامك بالإلكترونيات .. لوجدت الفرصة لأداعب أحفادى قبل أن أموت ) ..

بالطبع إذا رأت أمى الآن شعرى و قد قصصته ليكون أقصر من شعر جايسون زميلى هنا .. لأمضت يومين بالمستشفى من الصدمة ..

و لن تسمع منى أى كلمة حتى عن أهمية ما أقوم به هنا … أو نوعية التأثير الذى أقوم به ..

نعم قد لا يرانى أى شخص هنا أو لا يلاحظ وجودى ..

إلا أن كل تلك الشاشات المتراصة و ظهرها أمامى  .. تعتمد على أصابعى أنا لتعمل ..

هذا العدد من الشاشات متراصة بجانب بعضها لتشكل شاشة واحدة ضخمة .. لتنقل العديد من قنوات الأخبار العالمية فى نفس الوقت ..

بينما يجلس أمامها رجل بدين لدرجة تجعلك تشعر بالشفقة إن نظرت له للوهلة الأولى ..

هذا النوع من البدانة التى يؤكد لك أنه مريض على الأقل بخمس أو ست أمراض مختلفة كلها متعلقة بالوزن الزائد أو البدانة .. إن لم يكن هذا الوزن عرض لبعض من تلك الأمراض بالفعل .

إلا أن تلك البدانة لم تمنعه من إرتداء حلة يبدو و أنها مفصلة له خصيصاً .. بل أكيد أنها قد تم تفصيلها لحجمه الغير طبيعى .. خاصة و أنها يبدو من تفاصيلها و خطوطها أنها غالية الثمن حقاً – أنا لا أعلم شيئاً عن الموضة بكل تأكيد |- .. و لكنى أعلم أنها لا تتماشى إطلاقاً مع إرتدائه لزوج ضخم أيضاً من سماعات الأذن (headphones) مشابه لما يرتديه مهندسى الصوت فى استوديوهات التسجيل .

كما لا يرتدى رابطة عنق مع ذلك .. لا أعتقد ان شخص مثله سيخاطر بإرتداء رابطة عنق و هو معرض لذبحة صدرية أو قلبية فى أى وقت ..

القاعة التى يجلس بها نفسها يبدو و أنها أيضاً صممت خصيصاً لأجله ..

قاعة على شكل سداسى .. إمتلئت ثلاث من أضلاعه بالشاشات بأحجام مختلفة .. و فى مركز القاعة مقعد ضخم .. لا يجعلك تطلق عليه أريكة سوى أنه قد صمم ليجلس عليه شخص واحد فقط .. و ليس عدة أشخاص .

أمامه مكتب ضخم أيضاً فى إتساعه .. إمتلأ بالعديد من الشاشات المحمولة و الأوراق .

بينما خلفه – فى المنتصف الباقى من القاعة – عديد من المكاتب و أجهزة الحاسوب المحمولة و السيرفرات و المنصات الأساسية (mainframes ) .. يجلس على بعضها ما يقرب من 15 شاباً و فتاة .. بينما يسير و أحياناً يعدو بينهم عدد مشابه أيضاً ..

مشهد مقارب لما قد تبدو عليه خلية النحل ..

يتحدث هؤلاء الأربعون شاباً و فتاة تقريباً فى الوقت ذاته لبعضهم البعض .. أو لسماعات أو شاشاتهم …

بينما يبدو أن سماعات الرأس الضخمة التى يرتديها هذا الرجل البدين فى المنتصف تنقل فقط ما يحدث فى الشاشات أمامه .. بدون تحديد أياً منهم .. حيث يبدو أنه نفسه لا يركز مع واحدة منهم فقط .. بل ينقل بصره (و سمعه أيضاً ) .. بينهم جميعاً .

و كأن تلك القاعة عبارة عن مسرح ضخم .. لها ست نوافذ ضخمة فى أعلى حوائطها الثلاث الخلفية .. يبدو و أن هناك أيضاً عدد من البشر يقفون خلفها يراقبون ما يحدث بالأسفل .

” إيل , سوليي , أوسيان , فيغ ” ..

يوماً ما .. يوماً ما سأنتهى من كل هذا .. و تكون حياتى فى غابات جزيرة فى المحيط تحت الشمس ..

يوماً ما سوف أ….

ملأ الصمت المكان فجأة ..

لو كان هذا مكان عادى أو حجمه عادى .. لكان صمته فجأة شيئاً ايضاً عادياً ..

إلا أن عندما يصمت كل من قاعة ضخمة كتلك فجأة .. هذا يعنى شيء واحد ..

منذ قدمت إلى هنا منذ سنة كاملة .. لم أرى هذا يحدث سوى ثلاث مرات حتى الآن ..

يرفع يده اليمنى فتصمت القاعة جميعها فجأة ..

ثم يشير لرجل يبدو فى خمسينات عمره خلفه .. على عكسه تماماً فى نحافته و دقة ملامحه .. ينحنى هذا النحيل ليقرب أذنه من فم الضخم .. و يبدو كأنه قد إستلم رسالة فى غاية الأهمية .. حيث إستدار سريعاً لينقل الرسالة لمن خلفه من الشباب ليتناقلوها بينهم سريعاً … ثم يقومون بالتعامل سريعاً مع أجهزتهم كمن ينقل أخبار فى غاية الأهمية حيث يتأكد كل منهم أنه قد قام بالنقل عن طريق النظر إلى هواتفهم أيضاً .. ثم يصمتون مرة أخرى .. و كأنهم ينتظرون شيئاً ما ..

فجأة إرتفع صوت أحد الشاشات أمامى .. لا أدرى ماذا تنقل حيث أنى أقف خلفها .. أراهم جميعاً من بين الشقوق الضيقة بين الشاشات ..

ثم  قالت مذيعة يبدو عليها الحماس ” لقد حدث هذا للتو .. أنباء مؤكدة عن أن الشركة الإستثمارية الضخمة kkr قد قامت بشراء الموقع الطبى الشهير webMD مقابل 2.8 مليار دولار ” ..

ثم بدأت فى الخوض فى تفاصيل الخبر .. تفاصيل لا أعلم عن معناها الكثير .. لم أكن أبداً من متابعى أخبار الأسواق و البورصة و ما شابه ..

إلا أن بمجرد إنتهائها من تلاوة الخبر .. قام العديد من الشباب بتهنئة بعضهم البعض .. و قام البعض الآخر بالكتابة على أجهزتهم بسرعة مرة أخرى ..

ثم أنزل الرجل الضخم يده اليمنى مرة أخرى .. لم يكن قد أنزلها منذ رفعها حتى الآن !!

فتحولت القاعة مرة أخرى لخلية نحل كما كانت ..

” إيل , سوليي , أوسيان , فيغ ” ..

” إيل , سوليي , أوسيان , فيغ ” ..

يوماً ما .. يوماً ما سأنتهى من كل هذا .. و تكون حياتى فى غابات جزيرة فى المحيط تحت الشمس ..

******

إنه أنا مجدداً ..

ثلاث ساعات منذ إنطلقنا من القاهرة فى طريق الواحات ..

الآن بإمكانك أن ترى الصحراء على جانبى الطريق ..

منظر قد يصيبك بالوحشة أو بالطمئنينة على حسب حالتك النفسية عندما تنظر له ..

قد يكون أقبح ما ترى عندما تشعر بالحنين لشىء ما أو شخص ما فارقته ..

و قد يكون أجمل ما ترى عندما لا يوجد أى ما تشعر بالحنين تجاهه .. عندما تكون قد إنقطعت صلتك بكل من قد تبعده الصحراء عنك .. عندما تكون .. ميت ..

و فى تلك اللحظات .. كان بإمكانى أن أدرك أي من الإثنين راضى ..

كأسطوانة غاز ظل الضغط يملؤها تدريجياً منذ ركبنا الميكروباص ..

و عينيه كانت خير مؤشر على مستوى الضغط النفسى الذى كان يمر به الآن ..

فمنذ ساعات بسيطة كان يومه كأى يوم آخر فى حياته .. معتاد و مألوف و روتينى ..

و الآن هو مع شخصين لا يعلم عنهما أى شىء على الإطلاق .. و قد عاهد أحدهما على قطع كل صلاته بحياته السابقة .. فى ميكروباص فى طريقه للواحات .. و الصحراء هى كل ما يرى على جانبى الطريق ..

مد يده بشكل مفاجئ ليمسك من ياقة البيدق و يوقظه صارخاً ” نزلنى .. انا نازل .. انا ناااازل “

كما توقعت .. فتح البيدق عينه بهدوء رغم من يزلزل تلابيبه .. و قال ” حسناً .. لقد وصلنا على كل حال ” ..

نظرت حولى لأرى أى معلم يدل على أننا فى أى مكان .. إلا أن الصحراء هى كانت كل إجاباتى ..

شاركنا فى هذا نظرات باقى الركاب و أسئلتهم أيضاً .. و تحذيراتهم كذلك ..

كثير منهم صمم أن  تلك المنطقة خطر للغاية .. فهى إما عرب أو جيش أو عقارب صحراء ضارية ..

إلا أن البيدق مبتسماً .. و راضى غير قادر على حسم أمره إن كان يريد النزول حقاً أم البقاء .. نزلا من الميكروباص ثم تبعتهم أنا .. و وقفنا على الأسفلت الساخن للغاية نشاهد إلى أن إنطلق الميكروباص بعيداً عنا .. ثم إختفى خلف التلال الرملية ..

نظر راضى إلى البيدق بغضب .. صارخاً ” أنا مجنون إنى وافقتك لحد هنا .. بس مش حاتجنن أكتر من كده .. إحنا رايحين على فين بالظبط ؟ ! ” ..

بهدوء رد البيدق .. ” رايحين لدكتور جراح ” .. تعجبت من الإجابة .. كما تعجب راضى و لم يجد فى غضبه ما يرد به مباشرة .. فى حين إستطرد البيدق ناظراً لى .. ” إستعد حنشيل تقيل ” ..

نظرت حولى .. لم أجد ما نحمله إطلاقاً ..

و قبل أن أجد الوقت لأسئل البيدق ماذا سنحمل .. و قبل حتى أن أدرك أنا أو راضى ماذا يحدث .. إستل البيدق خنجراً متوسط الحجم من ظهر حزامه .. ثم طعن راضى مباشرة فى بطنه حتى غمد الخنجر ثم أخرجه سريعاً مرة واحدة ..

مذهولاً راضى أمسك ببطنه غير قادر على التحدث و هو يحاول التمسك بآخر لحظات فى وعي يفقده بسرعة مع فقد دماءه على رمال الصحراء ..

و تراجع مترنحاً بضع خطوات ثم سقط ..

مازلت غير قادر على التحرك أو التحدث أو حتى الفهم .. نظرت إلى البيدق ..

وجدته ينظف خنجره بمنديل بسيط .. ثم وضعه فى مكانه فى حزام ظهره مرة أخرى و قال ” هيا ” ..

ثم ذهب ليحمل راضى …

أو جثته ..